وفي محاضرات الأدباء / 1277: (وقال بعض عوام الناصبة لمعاوية ليس بمخلوق! فقيل كيف؟ قال: لأنه كاتب الوحي والوحي ليس بمخلوق وكاتبه منه).
وينبغي أن نشير هنا إلى أن حملة المأمون العباسي على القائلين بعدم خلق القرآن كانت عملا صحيحا، لأنهم كانوا مجسمة يزعمون أن الله تعالى جسم مادي له أبعاد، والقرآن كلامه فهو جزء مادي منه! كما كانوا نواصب فإن النصب والتجسيم توأمان دائما!
ومن جميل ما رواه الذهبي وهو منهم: (قيل لفيثون النصراني: ما تقول في المسيح؟ قال: ما يقوله أهل سنتكم في القرآن)! (سير الذهبي: 11 / 175).
الرابعة نشر النبي صلى الله عليه وآله القراءة والكتابة في المدينة، وكتب عدد السكان، والجنود، وواردات بيت المال ومصارفه، من أسماء دافعي الزكاة ومستحقيها ومبالغها.
كما أوصى الذين يكتبون له بتحسين الخط واختيار القلم والورق، وحتى شكل الحروف! وقد وثقنا ذلك في كتاب تدوين القرآن، وواصل أمير المؤمنين عليه السلام اهتمام النبي صلى الله عليه وآله بذلك، إذ رويت عنه عدة توجيهات للكتاب.
وجاء معاوية ورواته فأغاروا على هذه الأحاديث وجعلوها توجيهات من النبي صلى الله عليه وآله لمعاوية، زاعمين أنه كاتب الوحي الوحيد الذي اختاره الله لهذه المهمة! فهو عزيز النبي صلى الله عليه وآله ووزيره ووصيه وشريكه في الوحي!
وقد نبه علماء الجرح والتعديل على ضعفها ووضعها، لكنها أخذت طريقها إلى عوام المسلمين ومصادرهم؟! ومنها ما في مجمع الزوائد: 9 / 356: (عن عائشة قالت: لما كان يوم أم حبيبة من النبي (ص) دق الباب داق فقال النبي (ص): أنظروا من هذا؟ قالوا: معاوية، قال: إئذنوا له، فدخل وعلى أذنه قلم يخط به فقال: ما