قال في شرح النهج: 1 / 338: (واختلف في كتابته له كيف كانت؟ فالذي عليه المحققون من أهل السيرة أن الوحي كان يكتبه علي وزيد بن ثابت وزيد بن أرقم وأن حنظلة بن الربيع التيمي ومعاوية بن أبي سفيان كانا يكتبان له إلى الملوك وإلى رؤساء القبائل، ويكتبان حوائجه، ويكتبان ما يجبى من أموال الصدقات، وما يقسم في أربابها). انتهى.
وقد أجاب الصدوق رحمه الله بأنه على فرض أنه كان يكتب الوحي، فلا دلالة فيه على كرامة لمعاوية ولا مقام، لأن الكتابة كانت قليلة في العرب وكان النبي صلى الله عليه وآله يستكتب من يجده، وقد استكتب شخصا وارتد وهرب إلى مكة!
قال الصدوق رحمه الله بعد إيراد حديث الإمام الباقر عليه السلام: (إن الناس يشبه عليهم أمر معاوية بأن يقولوا كان كاتب الوحي، وليس ذلك بموجب له فضيلة، وذلك أنه قرن في ذلك إلى عبد الله بن سعد بن أبي سرح فكانا يكتبان له الوحي وهو الذي قال: سأنزل مثل ما أنزل الله! وكان النبي صلى الله عليه وآله يملي عليه: والله غفور رحيم فيكتب: والله عزيز حكيم! ويملي عليه: والله عزيز حكيم، فيكتب: والله عليم حكيم! فيقول له النبي صلى الله عليه وآله: هو واحد هو واحد، فقال عبد الله بن سعد: إن محمدا لا يدري ما يقول! إنه يقول وأنا أقول غير ما يقول، فيقول لي: هو واحد هو واحد! وإن جاز هذا فإني سأنزل مثل ما أنزل الله! فأنزل الله تبارك وتعالى فيه: ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شئ ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون. (الأنعام: 93) فهرب وهجا النبي فقال النبي صلى الله عليه وآله: من وجد عبد الله بن سعد بن أبي سرح ولو كان متعلقا بأستار الكعبة فليقتله. وإنما كان النبي صلى الله عليه وآله