المسلمين كانوا يتحرقون أسفا على بقائه حيا!
قال في شرح النهج: 7 / 296: (وجاء في الأخبار الصحيحة أيضا، أن جماعة من أصحاب الصفة مر بهم أبو سفيان بن حرب بعد إسلامه، فعضوا أيديهم عليه وقالوا: وا أسفاه كيف لم تأخذ السيوف مأخذها من عنق عدو الله! وكان معه أبو بكر فقال لهم: أتقولون هذا لسيد البطحاء؟! فرفع قوله إلى رسول الله (ص) فأنكره وقال لأبي بكر: أنظر لا تكون أغضبتهم فتكون قد أغضبت ربك! فجاء أبو بكر إليهم وترضاهم وسألهم أن يستغفروا له، فقالوا: غفر الله لك). (ورواه في شرح الأخبار: 2 / 534، والمقريزي في النزاع والتخاصم بين بني أمية وهاشم / 217).
ورواه مسلم في صحيحه: 7 / 173، وفيه: (أن أبا سفيان أتى على سلمان وصهيب وبلال في نفر، فقالوا: والله ما أخذت سيوف الله من عنق عدو الله مأخذها، قال فقال أبو بكر أتقولون هذا لشيخ قريش وسيدهم؟! فأتى النبي (ص) فأخبره فقال: يا أبا بكر لعلك أغضبتهم! لئن كنت أغضبتهم لقد أغضبت ربك! فأتاهم أبو بكر فقال: يا أخوتاه أغضبتكم؟ قالوا لا يغفر الله لك). (ومسند أحمد: 5 / 64، والنسائي في السنن الكبرى: 5 / 75 وفضائل الصحابة / 51، والقرطبي في تفسيره: 6 / 435، والذهبي في سيره: 1 / 540 والنووي في الأذكار / 356، وحلية الأولياء: 1 / 346، والترغيب والترهيب للمنذري: 4 / 67، ومسند الروياني: 2 / 34، وشرح النهج: 18 / 37، وغيرها).
وقد تبرع النووي في شرحه لمسلم: 16 / 66، فقال: (وهذا الإتيان لأبي سفيان كان وهو كافر في الهدنة بعد صلح الحديبية)! انتهى. وهذا هوى عجيب من النووي لأن أبا سفيان جاء بعد الحديبية إلى المدينة ليوم أو يومين، ورواية مسلم تتحدث عن شخص يقيم في المدينة بشكل دائم أو مدة معتدا بها! (كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه)، فلا دليل للنوي ولا نص إلا تبرعه في الدفاع عن والد معاوية! بل نصت رواية شرح النهج على أن ذلك كان