العرب كأبي سفيان بن حرب وصفوان بن أمية وعيينة بن حصن والأقرع بن حابس، وكان يعطيهم رسول الله (ص) بفرض الله، سهما من الصدقة يؤلفهم به على الإسلام. فقيل كانوا قد أسلموا وقيل كانوا وعدوا أن يسلموا).
وفصلهم فقهاؤنا أكثر فقال المحقق الحلي في المعتبر: 2 / 573: (والمؤلفة قلوبهم، وهم الذين يستمالون إلى الجهاد بالإسهام في الصدقة وإن كانوا كفارا. قال الشيخ في المبسوط: المؤلفة عندنا هم الكفار، الذين يستمالون بشئ من الصدقات إلى الإسلام يتألفون ليستعان بهم على قتال المشركين، ولا يعرف أصحابنا مؤلفة أهل الإسلام. وقال المفيد: المؤلفة قلوبهم ضربان مسلمون ومشركون، وبه قال الشافعي. وقال المشركون: ضربان: ضرب لهم قوة وشوكة وآخر لهم شرف وقبول. والمسلمون أربعة: قوم لهم نظراء فإذا أعطوا رغب نظراؤهم، وقوم في نياتهم ضعف فيعطون لتقوى نياتهم، وقوم من الأعراب في طرف بلاد الإسلام وبإزائهم قوم من أهل الشرك فإذا أعطوا رغب الآخرون، وقوم بإزائهم قوم آخرون من أصحاب الصدقات فإذا أعطوا جبوها وإن لم يعطوا احتاج الإمام إلى مؤنة في بعث من يجئ زكواتهم.... ولست أرى بهذا التفصيل بأسا، فإن في ذلك مصلحة ونظر المصلحة موكول إلى الإمام). انتهى.
وقد ركز قدماء فقهائنا على تأليف قلوب من يستعان بهم للحرب، فانتقد ذلك صاحب الحدائق الناضرة رحمه الله فقال في: 12 / 175: (والعجب منهم رضوان الله عليهم في هذا الخلاف والاضطراب وأخبار أهل البيت عليهم السلام بذلك مكشوفة النقاب مرفوعة الحجاب، قد رواها ثقة الإسلام في الكافي وعنون لها بابا على حدة فقال: باب المؤلفة قلوبهم. وها أنا أسوق لك جملة أخباره، ومنها ما رواه في الصحيح أو الحسن عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول الله عز وجل: والمؤلفة