من أعمى الهوى قلبه، ولم يكن معاوية قبل تحكيم الحكمين يدعي الأمر لنفسه ولا يتسمى بأمير المؤمنين، بل إنما ادعى ذلك بعد حكم الحكمين، وكان غير واحد من عسكر معاوية يقول له لماذا تقاتل عليا وليس لك سابقته ولا فضله ولا صهره وهو أولى بالأمر منك؟ فيعترف لهم معاوية بذلك! لكن قاتلوا مع معاوية لظنهم أن عسكر علي فيه ظلمة يعتدون عليهم كما اعتدوا على عثمان، وأنهم يقاتلونهم دفعا لصيالهم عليهم وقتال الصائل جائز!.... وأما قوله كان معاوية من المؤلفة قلوبهم، فنعم. وأكثر الطلقاء كلهم من المؤلفة قلوبهم، كالحارث بن هشام، وابن أخيه عكرمة بن أبي جهل، وسهيل بن عمرو، وصفوان بن أمية، وحكيم بن حزام، وهؤلاء من خيار المسلمين. والمؤلفة قلوبهم غالبهم حسن إسلامه، وكان الرجل منهم يسلم أول النهار رغبة منه في الدنيا، فلا يجئ آخر النهار إلا والإسلام أحب إليه مما طلعت عليه الشمس). انتهى.
أقول: في كلامه نقاط ضعف كثيرة، خاصة تبريره خروج إمام الفئة الباغية معاوية على أمير المؤمنين عليه السلام بما يخالف النص وإجماع المسلمين، ومن أخبث كلامه تشبيهه عليا عليه السلام وجيشه بالحيوان الصائل وأنه لذلك يجوز لمعاوية دفعهم عنه بالقتال! وسيأتي كشف كذبه في إنكاره الحديث النبوي: إذا رأيتم معاوية يخطب على منبري فاقتلوه، وأنه حديث صحيح روته مصادرهم!
والذي يدخل في غرضنا هنا اعترافهم بأن معاوية من الطلقاء المؤلفة قلوبهم، وبذلك تثبت له بيقين صفة الطلقاء وأنه مسلم بالشراء بالمال، وخارج عن دائرة المسلمين إلى يوم القيامة! ولا ينفعه ادعاء أنه حسن إسلامه فهو باق في حكم الطلقاء حتى يعلم خروجه منهم بقول معصوم عليه السلام!
وهذه مصادر أسماء الطلقاء والمؤلفة قلوبهم من زعماء بني أمية، وبني عبد الدار وبني مخزوم، وبني جمح، وبني سهم عدي، وبني عامر بن لؤي، وبني عدي،