ولم يكتب له كلمة واحدة من الوحي بل كان يكتب له رسائل، وقد كان بين يدي النبي صلى الله عليه وآله أربعة عشر نفسا يكتبون الوحي أولهم وأخصهم وأقربهم إليه علي بن أبي طالب عليه السلام! مع أن معاوية لم يزل مشركا بالله تعالى في مدة كون النبي صلى الله عليه وآله مبعوثا يكذب بالوحي ويهزأ بالشرع.
ثم قال ابن تيمية: والجواب أن يقال أما ما ذكره من أن النبي (ص) لعن معاوية وأمر بقتله إذا رؤي على المنبر، فهذا الحديث ليس في شئ من كتب الإسلام التي يرجع إليها في علم النقل، وهو عند أهل المعرفة بالحديث كذب موضوع مختلق على النبي (ص)، وهذا الرافضي الراوي لم يذكر له إسنادا حتى ينظر فيه، وقد ذكره أبو الفرج بن الجوزي في الموضوعات....
وأما قوله إنه الطليق ابن الطليق، فهذا ليس نعت ذم، فإن الطلقاء هم مسلمة الفتح الذين أسلموا عام فتح مكة وأطلقهم النبي (ص) وكانوا نحوا من ألفي رجل وفيهم من صار من خيار المسلمين كالحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو، وصفوان بن أمية، وعكرمة بن أبي جهل، ويزيد بن أبي سفيان، وحكيم بن حزام، وأبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم النبي (ص) الذي كان يهجره ثم حسن إسلامه، وعتاب بن أسيد الذي ولاه النبي (ص) مكة لما فتحها، وغير هؤلاء ممن حسن إسلامه. ومعاوية ممن حسن إسلامه باتفاق أهل العلم، ولهذا ولاه عمر بن الخطاب موضع أخيه يزيد بن أبي سفيان لما مات..... ثم إنه بقي في الشام عشرين سنة أميرا، وعشرين سنة خليفة، ورعيته من أشد الناس محبة له وموافقة له، وهو من أعظم الناس إحسانا إليهم وتأليفا لقلوبهم، حتى أنهم قاتلوا معه علي بن أبي طالب وصابروا عسكره، حتى قاوموهم وغلبوهم! وعلي أفضل منه وأعلى درجة، وهو أولى بالحق منه باتفاق الناس، وعسكر معاوية يعلمون أن عليا أفضل منه وأحق بالأمر، ولا ينكر ذلك منهم إلا معاند أو