ومن أعجب ما تسمعه أن هذا الحديث خرجه كثير من الحفاظ في مصنفاتهم ومعاجمهم المشهورة، ولكنهم يقولون: فطلع رجل ولا يصرحون باسم اللعين معاوية، سترا عليه وعلى مذاهبهم الضلالية في النصب، وهضم حقوق آل البيت ولو برفع منار أعدائهم، فالحمد لله الذي حفظ هذه الشريعة رغما على دس الدساسين وتحريف المبطلين). أنظر مجمع الزوائد (5 / 243) فإنه ذكر هناك هذا الحديث من رواية الطبراني بلفظ (فطلع رجل) هكذا مبهما)! انتهى.
أقول: وروت مصادرنا عن علي عليه السلام أن معاوية يموت نصرانيا! ففي مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني رحمه الله: 2 / 184: (ابن شهرآشوب: عن المحاضرات للراغب أنه قال صلى الله عليه وآله: لا يموت ابن هند حتى يعلق الصليب في عنقه! وقد رواه الأحنف بن قيس، وابن شهاب الزهري، والأعثم الكوفي، وأبو حيان التوحيدي وابن الثلاج، في جماعة، فكان كما قال عليه السلام)!
وصدق رسول الله صلى الله عليه وآله وصدق أمير المؤمنين عليه السلام فقد روى القاضي النعمان المغربي في شرح الأخبار: 2 / 153، المتوفى سنة 363: (عن سعيد بن المسيب قال: مرض معاوية مرضه الذي مات فيه، فدخل عليه طبيب له نصراني فقال له: ويلك ما أراني أزداد مع علاجك إلا علة ومرضا! فقال له: والله ما أبقيت في علاجك شيئا أرجو به صحتك إلا وقد عالجتك به، غير واحد فإني أبرأت به جماعة، فإن أنت ارتضيته وأمرتني بأن أعالجك به فعلت. قال: وما هو؟ قال: صليب عندنا ما علق في عنق عليل إلا فاق! فقال له معاوية: علي به. فأتاه به فعلقه في عنقه فمات في ليلته تلك والصليب معلق في عنقه).
ورواه في المناقب والمثالب / 225، وفي الصراط المستقيم لابن يونس العاملي: 3 / 50: (سلمة بن كهيل: قال الأحنف: سمعت عليا يقول: ما يموت فرعون حتى يعلق