قلوبهم؟ قال: هم قوم وحدوا الله عز وجل وخلعوا عبادة من يعبد من دون الله، وشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله، وهم في ذلك شكاك في بعض ما جاء به محمد صلى الله عليه وآله فأمر الله نبيه أن يتألفهم بالمال والعطاء لكي يحسن اسلامهم، ويثبتوا على دينهم الذي دخلوا فيه وأقروا به. وإن رسول الله صلى الله عليه وآله يوم حنين تألف رؤساء العرب من قريش وسائر مضر: منهم أبو سفيان بن حرب وعيينة بن حصين الفزاري وأشباههم من الناس... الخ. فأورد عدة أحاديث ثم قال:
(وهذه الأخبار كلها كما ترى ظاهرة في أن المؤلفة قلوبهم قوم مسلمون قد أقروا بالإسلام ودخلوا فيه، لكنه لم يستقر في قلوبهم ولم يثبت ثبوتا راسخا، فأمر الله تعالى نبيه بتألفهم بالمال لكي تقوى عزائمهم وتشتد قلوبهم على البقاء على هذا الدين، فالتأليف إنما هو لأجل البقاء على الدين والثبات عليه، لا لما زعموه رضوان الله عليهم من الجهاد، كفارا كانوا أو مسلمين، وأنهم يتألفون بهذا السهم لأجل الجهاد). انتهى.
أقول: انتقاده لفقهائنا رحمهم الله صحيح، لأن أحاديث أهل البيت عليهم السلام ركزت على التعليل بضعف إسلامهم وتأليف قلوبهم لتقويته. لكن سبب إضافتهم وفقهاء المذاهب الأخرى تأليف قلوبهم للجهاد ثلاثة أمور:
أولها، أن اسم المؤلفة قلوبهم في القرآن يتضمن التعليل وهو مطلق يشمل تأليف قلوبهم لأجل تقوية إسلامهم الضعيف، ولأجل مساعدة للمسلمين في الجهاد، أو في المواقف السياسية، أو غيرها.
والثاني: أن النبي صلى الله عليه وآله طبق المؤلفة قلوبهم على مشركي قريش الذين أعلنوا إسلامهم وسماهم الطلقاء، بعد أن أخذهم معه لحرب هوازن في حنين!
والثالث: ألغى عمر سهم المؤلفة قلوبهم، لأنه كان عارا على زعماء قريش