الشريف عن رسول الله (ص): المهاجرون والأنصار أولياء بعضهم لبعض والطلقاء من قريش والعتقاء من ثقيف بعضهم أولياء بعض إلى يوم القيامة. رواه أحمد بسند صحيح. والحديث فيه إخراج للطلقاء من المهاجرين والأنصار، الذين هم أصحاب النبي (ص) فقط، كما في حديث آخر: (أنا وأصحابي حيز والناس حيز)، قالها النبي (ص) يوم الفتح، وكلمة (أصحابي) في هذا الحديث الأخير كلمة مطلقة، فسرها الحديث المتقدم وقيدها بأن المراد بها (المهاجرين والأنصار) فتأمل لهذا التوافق والترابط، فإنك لن تجده في غير هذا المكان!
الفائدة الثانية: أن الذين أسلموا ولم يهاجروا لا يستحقون من المسلمين في عهد النبي (ص) الولاية، التي تعني النصرة والولاء! فإذا كان المسلمون قبل فتح مكة لا يستحقون النصرة ولا الولاء حتى يهاجروا فكيف بمن انتظر من (الطلقاء) حتى قال: لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية! فهؤلاء لم يدركوا فضل من لا يستحق النصرة والولاية، فضلا عن إدراكهم لفضل السابقين من المهاجرين والأنصار.
الثالثة: أن المسلمين الذين لم يهاجروا (لا يجوز) أن ينصرهم المسلمون على الكفار المعاهدين (الذين معهم ميثاق مع المهاجرين والأنصار) وهذا الحكم يبين الفرق الواسع بين من هاجر ومن بقي مؤمنا في دياره، فكيف بمن لم يؤمن إلا عند إلغاء الهجرة الشرعية من مكة وأسلم رغبة في الدنيا ورهبة من السيف، حتى وإن حسن إسلامه فيما بعد)!
وقال في / 44: (الدليل الحادي عشر: حديث أبي سعيد الخدري قال: لما نزلت هذه السورة (إذا جاء نصر الله والفتح) قال: قرأها رسول الله (ص) حتى ختمها وقال: الناس حيز وأنا وأصحابي حيز، وقال: لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية، فقال له مروان: كذبت! وعنده رافع بن خديج وزيد بن ثابت وهما قاعدان معه على