السرير، فقال أبو سعيد: لو شاء هذان لحدثاك، ولكن هذا يخاف أن تنزعه عن عرافة قومه، وهذا يخشى أن تنزعه عن الصدقة! فسكتا، فرفع مروان عليه الدرة ليضربه، فلما رأيا ذلك قالوا: صدق. وقد أخرجه أحمد بسند صحيح. (4 / 45) فهذا الحديث فيه إخراج واضح للطلقاء الذين (دخلوا في الإسلام) من أصحاب النبي (ص) بأكثر من دلالة: الدلالة الأولى: تلاوته (ص) لسورة النصر التي فيها ذكر (الناس) الذين يدخلون في دين الله أفواجا، تلاها (ص) يوم فتح مكة، فهؤلاء الناس المراد بهم الطلقاء، ثم أخبرنا النبي بأن الناس حيز وهو وأصحابه حيز آخر! فماذا يعني هذا؟ هذا بكل وضوح لا يعني إلا أن هؤلاء (الناس) لا يدخلون في الأصحاب، الذين فازوا بتلك (الصحبة الشرعية) التي تستحق الثناء وتتنزل فيها كل الثناءات على الصحابة! فإذا سمعنا بأي حديث يثني على أصحاب النبي أو أي أثر من الصحابة خاصة يثني على أصحاب النبي فلا تنزل تلك الأحاديث والآثار إلا على هؤلاء الأصحاب الذين فصلهم النبي عن سائر الناس من غيرهم، وأولى الناس دخولا في هؤلاء (الناس) هم الطلقاء الذين أسلموا يوم فتح مكة لارتباط المناسبة بهم، ولا يجوز أن نجمع بين حيزين قد فرق بينهما النبي (ص). ومن تأكد له هذا ثم أراد أن يجعل (الحيزين) حيزا واحدا فقد اتهم النبي (ص) بعدم الإنصاف، مثلما اتهمه ذو الخويصرة يوم حنين! ونعوذ بالله أن نرد حديث رسول الله (ص) أو نؤوله على غير مراده (ص)، ذلك المراد الذي يظهر بوضوح من لفظ الحديث الصريح)!!
وفي هامشه: (ويدخل في (الناس) الطلقاء ومن بعدهم جزما ولا يدخلون في (الأصحاب) ومن علامات النواصب أنه لا يهمهم هؤلاء وإنما يعز عليهم خروج (الطلقاء) من الصحبة الشرعية! ولذلك لا تجدهم يدافعون عن المسلمين في العهد المكي الذين لم يهاجروا ولا يبرؤونهم، إنما تنصب كتاباتهم في الدفاع عن الطلقاء! مما يبين لنا بوضوح أن بعض