أبى بكر الصديق نحرنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فرسا فأكلناه (1) * رويناه من طريق البخاري عن الحميدي عن سفيان بن عيينة عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر بن الزبير عن أسماء، ورويناه أيضا من طريق وكيع. حفص بن غياث. وسفيان الثوري. وعبد الله بن نمير.
ومعمر. وأبي معاوية. وأبي أسامة كلهم عن هشام بن عروة عن فاطمة بنت المنذر عن أسماء بنت أبي بكر الصديق * ومن طريق ابن سعيد القطان عن ابن جريج سألت عطاء بن أبي رياح عن لحم الفرس؟ فقال: لم يزل سلفك يأكلونه قلت: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال، نعم، وقد أدرك عطاء جمهور الصحابة من عائشة أم المؤمنين فمن دونها * ومن طريق عبد الرحمن ابن مهدي. وعبد الرزاق عن سفيان الثوري عن منصور بن المعتر عن إبراهيم النخعي قال:
ذبح أصحاب ابن مسعود فرسا، قال ابن مهدي: فاقتسموه بينهم، وقال عبد الرزاق: فأكلوه * ومن طريق سعيد بن منصور نا هشيم انا مغيرة عن إبراهيم قال: اهدى للأسود بن يزيد لحم فرس فأكل منه، وبه إلى هشيم عن القاسم بن أبي أيوب عن سعيد بن جبير قال: ما أكلت لحما أطيب من معرفة برذون (2) * ومن طريق ابن وهب عن يونس بن يزيد انه سأل ابن شهاب عن لحم الفرس. والبغل. والبرذون؟ فقال: لا اعلمه حراما ولا يفتى أحد من العلماء بأكله * قال أبو محمد: لم يحرم الزهري البغل، وأما فتيا العلماء بأكل الفرس فتكاد أن تكون اجماعا على ما ذكرنا قبل، وما نعلم عن أحد من السلف كراهة أكل لحوم الخيل الا رواية عن ابن عباس لا تصح لأنها عن مولى نافع بن علقمة وهو مجهول لم يذكر اسمه فلا يدرى من هو ولو صح عندنا في البغل نهى (3) لقلنا به، وأما قولهم: ان البغل ولد الحمار ومتولد منه فان البغل مذ ينفخ فيه الروح فهو غير الحمار ولا يسمى حمارا فلا يجوز ان يحكم له بحكم الحمار لان النص إنما جاء بتحريم الحمار، والبغل ليس حمارا ولا جزءا من الحمار، وقال بعض الجهال: الحمار حرام بالنص والفرس والبغل مثله لأنهما ذوا حافر مثله فكان هذا من أسخف قياس في الأرض لأنه يقال له: ما الفرق بينك وبين من عارضك؟ فقال قد صح تحليل الفرس بالنص الثابت والبغل والحمار ذوا حافر مثله فهما حلال فهل أنتما في مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا فرسا رهان؟ أو من قال لك: حمار وحش حلال باجماع وهو ذو حافر فالفرس والبغل مثله، وهذا كله تخليط بل حمار الوحش. والفرس منصوص على تحليلهما، والحمار الأهلي منصوص على تحريمه فلا يجوز مخالفة النصوص * وأما البغل فقد قال الله تعالى: (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا): وقال تعالى:
(وقد فصل لكم ما حرم عليك الا ما اضطررتم إليه) فالبغل حلال بنص القرآن لأنه لم يفصل