ابن ديج (1) ولا يدرى من هو، ومن طريق سلمى بنت النضر الخضرية (2) ولا يدرى من هي * وأما حر الوحش فكما ذكرنا عن النبي صلى الله عليه وسلم تحليلها، وقال مالك: ابن دجن لو يؤكل وهذا خطأ لأنه لم يأت به نص فهو قول (3) بلا برهان، ولا يصير الوحشي من جنس الأهلي حراما بالدجون ولا يصير الأهلي من جنس الوحشي حلالا بالتوحش * وأما البغال. والخيل فقدر وينا من طريق صالح بن يحيى بن المقدام بن معد يكرب عن أبيه عن جده عن خالد بن الوليد (ان النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن أكل لحوم الخيل. والبغال. والحمير وكل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير) * ومن طريق عكرمة بن عمار عن يحيى ابن أبي كثير عن أبي سلمة عن جابر (نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر الأهلية والخيل والبغال وكل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير وحرم المجثمة) (4) * وخبر رويناه من طريق حماد بن سلمة عن أبي الزبير عن جابر نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البغال والحمير ولم ينهنا عن الخيل)، وذكروا قول الله تعالى: (والانعام خلقها لكم فيها دف ومنافع ومنها تأكلون) وقال تعالى: (والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة) قالوا: فذكر في الانعام الاكل ولم يذكره في الخيل والبغال والحمير، وقالوا: البغل ولدا الحمار فهو متولد منه والمتولد من الحرام حرام * قال أبو محمد: هذا كل ما شغبوا به فأما الاخبار فلا يحتج بشئ منها، أما حديث صالح بن يحيى ابن المقدام بن معد يكرب فهالك لأنهم مجهولون كلهم، ثم فيه دليل الوضع لان فيه عن خالد ابن الوليد قال: عزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم خيبر وهذا باطل لأنه لم يسلم خالد الابعد خيبر بلا خلاف، وأما حديث عكرمة بن عمار فعكرمة ضعيف، وقد روينا من طريقه خبرا موضوعا ليس فيه أحد يتهم غيره، فاما أدخل عليه فلم يأبه له واما البلية من قبله، وقد ذكرناه مبينا في كتاب الايصال، وأما حديث حماد بن سلمة فإنه لم يذكر فيه أبو الزبير سماعا من جابر، وقد ذكرنا قبل الرواية الصحيحة ان ما لم يكن عند الليث بن سعد من حديثه عن جابر ولاذكر فيه سماعا من جابر فلم يسمعه من جابر فصح منقطعا، وقد روينا هذا الخبر من طريق أبى الزبير أنه سمع من جابر فلم يذكر فيه البغال، وقد صح قبل عن جابر إباحة الخيل عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما الآية فلا ذكر فيها للاكل لا بإباحة ولا بتحريم فلا حجة لهم فيها ولاذكر فيها أيضا البيغ فينبغي ان يحرموه لأنه لم يذكر في الآية وإباحة النبي صلى الله عليه وسلم لها حاكم على كل شئ، وقد صح من طريق أسماء بنت
(٤٠٨)