قال: بلى ولكني استكثرته قلت: لتردنه أولا عرفنكها (1) عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأبى ان يرد عليه قال عوف: فاجتمعنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا خالد ما حملك على ما صنعت؟ فقال: (يا رسول الله) (2) استكثرته فقال عليه السلام: يا خالد رد عليه ما أخذت منه قال عوف: فقلت له: دونك (3) يا خالد ألم أف لك؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
وما ذلك؟ قال: فأخبرته فغضب (رسول الله صلى الله عليه وسلم) (4) وقال: يا خالد لا ترد عليه هل أنتم تاركوا لي أمرائي؟ لكم صفوة أمرهم وعليهم كدره) * قال أبو محمد: لا حجة لهم في هذا بل هو حجة عليهم لوجوه، أولها أن فيه نصا جليا ان النبي صلى الله عليه وسلم فضى بالسلب للقاتل، وهذا قولنا * وثانيها انه عليه السلام أمر خالدا بالرد عليه * وثالثها أن في نصه أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمره بأن لا يرد عليه لأنه علم أن القاتل صاحب السلب أعطاه بطيب نفس ولم يطلب خالدا به وان عوفا يتكلم فيما لا حق له فيه وهذا هو نص الخبر * ورابعها أنه لو كان كما يوهمون لما كان لهم فيه حجة لان يوم حنين الذي قال فيه عليه السلام:
(من قتل كافرا فله سلبه) كان بعد يوم مؤتة بلا خلاف ويوم حنين كان بعد فتح مكة، وقد كان قتل جعفر. وزيد بن حارثة. وابن رواحة رضي الله عنهم قبل فتح مكة يوم مؤتة فيوم حنين حكمه ناسخ لما تقدم لو كان خلافه (5)، وموهوا أيضا بخبر قتل أبى جهل يوم بدر وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح وهو أحد قاتليه، والثاني معاذ ابن عفراء وأن ابن مسعود قتله أيضا فنفله رسول الله صلى الله عليه وسلم سيفه * قال أبو محمد: ولا حجة لهم في هذا كله وأين يوم بدر من يوم حنين وبينهما أعوام؟
وما نزل حكم الغنائم إلا بعد يوم بدر فكيف يكون السلب للقاتل؟ * وموهوا بخبر ساقط روينا من طريق حماد بن سلمة عن بديل بن ميسرة عن عبد الله بن شقيق عن رجل من بلقين قلت: يا رسول الله هل أحد أحق بشئ من المغنم من أحد؟ قال: لا حتى السهم يأخذه أحدكم من جنبه فليس أحق من أخيه به * قال أبو محمد: هذا عن رجل مجهول لا يدرى أصدق في ادعائه الصحبة أم لا؟، ثم لو صح لما كان لهم فيه حجة لان الخمس من جملة الغنيمة يستحقه دون أهل الغنيمة من لم يشهد الغنيمة بلا خلاف فالسلب مضموم إلى ذلك بالنص، ثم يقال لهم: هلا احتججتم بهذا الخبر على أنفسكم في قولكم: ان القاتل أحق بالسلب من غيره إذا قال الامام:
من قتل قتيلا فله سلبه؟ فكان هذا الخبر عندكم مخصوصا بقول من لا وزن له عند الله