يكن لديه مصدر آخر لذلك فبطبيعة الحال قد اعترف بما لدى العقلاء من المصدر له، وهذا هو مرادنا باعتراف الاسلام بحيازة تلك الثروات بشتى اشكالها. وقد ورد نص خاص بذلك في بعض تلك الثروات أيضا، وسوف نشير إليه.
بيان ذلك: ان حيازة الحطب: عبارة عن احتطابه من الغابات أو نحوها على أساس ان هذه العملية اي - عملية الاحتطاب لدى العقلاء تمنح العامل علاقة بالحطب - وقد تقدم ان كل عامل في الثروات والمصادر الطبيعية يملك نتيجة عمله على اختلاف نوع العمل، ونوع النتيجة. ونتيجة عمله وجهده هنا انما هي الحطب الموجود في حوزته، فإنه نجم عن تلك العملية.
وحيازة الكلاء: عبارة عن استيلاء العامل على كمية منه على أساس بذله الجهد والعمل في سبيل جمع تلك الكمية التي يتمكن من نقلها والانتفاع بها، ولا يكفي الاستيلاء على كمية منه على أساس القوة والتحكم على الآخرين بدون بذل الجهد والعمل في حيازته، لما عرفت من اعتراف الاسلام بمقتضى بناء العقلاء باستحقاق العامل نتيجة عمله، واما إذا لم يبذل عملا ولم يحدث فيها شيئا فلا مقتضى لاستحقاقه لها أصلا على أساس ان ذلك لم يدخل في الإطار العام الذي تقدم اعتراف الاسلام به - وهو ان كل عامل يستحق نتيجة عمله - ولم يعترف باستحقاق الفرد لها بدون بذل جهد وعمل فيها أبدا.
وحيازة الحجر: عبارة عن نقله من الصحراء أو الجبال أو ان العامل قد بذل فيه عملا وجهدا في مكانه الطبيعي واحدث فيه حدثا يكون ذات قيمة فإنه بموجب هذا يستحق ذلك الحجر على أساس