أخبار التحليل.
واما الصحيحة الثانية: فقد ظهر مما ذكرناه حالها أيضا، فإنها حيث كانت باطلاقها تشمل ما إذا كان قيام أهل الذمة بالاحياء وعملهم في الأرض قبل التاريخ المذكور وبعده فلا بد من حمل اطلاقها على ما إذا كان قيامهم به قبل ذلك التاريخ بقرينة ما عرفت من الصحيحتين.
فالنتيجة في نهاية الشوط. ان الاستدلال بهاتين الصحيحتين على هذا القول غير تام ولا يمكن دعمه بهما.
نتيجة هذا البحث عدة خطوط الأول: ان ما هو المشهور بين الأصحاب من اعتبار الاسلام في المحيي هو الصحيح، لا للاجماع المدعي في المسألة، فإنه غير تام، بل لدلالة صحيحة الكابلي على ذلك.
الثاني: ان اعتبار الاسلام في المحيي انما هو في الأراضي الخربة التي تكون من الأنفال، دون ما إذا لم تكن منها. ومن هنا قلنا إن من يقوم باحياء الأرض قبل التاريخ الزمني لنزول آية الأنفال ملك الأرض على أساسه وإن كان كافرا.
الثالث: ان مقتضى عموم المجموعة من الروايات الدالة على سببية الاحياء لعلاقة المحيي بالأرض وإن كان هو عدم الفرق بين كون المحيي مسلما أو كافرا على ما عرفت الا ان صحيحة الكابلي تكون مخصصة لهذا العموم من هذه الناحية بمقتضى مفهوم القيد.
الرابع: ان صحيحتي محمد بن مسلم وأبي بصير المتقدمتين آنفا وإن كان موردهما احياء الكافر الا انه لا يمكن الاخذ بظاهرهما