الكل كما يدل عليه قوله تعالى: إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم وآيات كثيرة في هذا المعنى.
ومما يدل أيضا على بقاء النفوس وأن صلاحها بتلف الأجساد فعل موسى ع وعيسى ع وغيرهما من الأنبياء ع وذلك أن موسى قال لأصحابه وأتباعه: فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم يعني هذه الأجساد بالسيف لأن جوهر النفس لا يناله الحديد.
وقال عيسى ع للحواريين: إذا فارقت هذا الهيكل فأنا واقف في الهواء عن يمين العرش بين يدي أبي وأبيكم أشفع لكم فاذهبوا إلى الملوك في الأطراف وادعوهم إلى الله تعالى ولا تهابوهم فإني معكم حيث ما ذهبتم بالنصر والتأييد لكم.
وإلى هذا المعنى أشار إبراهيم ع: و اجعلني من ورثة جنة النعيم.
ويوسف ع يقول: رب قد آتيتني من الملك و علمتني من تأويل الأحاديث فاطر السماوات و الأرض أنت وليي في الدنيا و الآخرة توفني مسلما و ألحقني بالصالحين.
وإليه أشار سيدنا ص: إنكم تردون علي الحوض وأحاديث كثيرة مروية مشهورة عند أصحاب الحديث.
وإليه أشار بقوله: و الله يدعوا إلى دار السلام و يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
وآيات كثيرة قرآنية في هذا المعنى وهي كل آية فيها وصف الجنان ونعيمها وأهلها ووصف الجحيم وعذابها وزقومها وحميمها وأهلها. ومما يدل عليه أن أهل بيت نبينا ص كانوا يعتقدون هذا الرأي تسليم أجسادهم إلى القتل بكربلا اختيارا ورضا ولم يرضوا أن ينزلوا على حكم يزيد وابن زياد لعنة الله عليهما إلى يوم القيامة وصبروا على الطعن والضرب والعطش حتى فارقت نفوسهم أجسادهم وارتفعت ملكوت السماء ولقوا آباءهم