وأما المعاء، فأكثرها لا يؤكل لأنها لا تقوت البدن أصلا. ولذلك لا يستعمل منها إلا ما كان من الدجاج والإوز فقط، لأنها أرطب وأكثر غذاء، ذلك لكثرة غذائها وقلة حركتها، وبخاصة متى كانت مسمنة بالدقيق والتين واللبن. ولجالينوس في هذا فصل قال فيه: إن معاء الديوك والبط المسمنة بالدقيق والتين واللبن مشاكلة لمعاء الخنزير إذا علف التين قبل أن يذبح. وبعض الناس يمدحون معاء النعام، غير أنه بالإضافة إلى غيره من الأطعمة قليل الاستمراء جدا. ولجالينوس فصل في معاء النعام قال فيه:
إن بعض الناس يمدحون بطن النعام باطلا، ويزعمون أنه يمرئ وأنه دواء نافع (1) لجميع الناس.
وأما ألسنة الطير ومناقيرها، فلا حاجة بنا إلى ذكرها لمعرفة العوام بها.