جزء، فيدق دقا جيدا ويلقى عليه من الزيت الانفاق مثل وزنه، وينقع فيه ثلاثة أيام وثلاث ليال، ويعصر ويرفع ويستعمل عند الحاجة.
* * * في البلح أما البلح فبارد يابس (1) في وسط الدرجة الثانية، فيه قوة قابضة بها يدبغ اللثة ويقوي المعدة والمعاء ويمنع الاسهال. إلا أن غذاءه يسير ضعيف (2) عسير الانهضام، مضر بالمعدة والرئة لخشونته.
فإذا تم طبخه وصار بسرا (3) واكتسب حلاوة، صار حارا في الدرجة الأولى، يابسا في الثانية. ويستدل على حرارته من حلاوته، وعلى يبسه من عفوصته ودبغه للمعدة. وإن كانت عفوصته أقل من عفوصة البلح. ولذلك صار فعله في تقوية المعدة واللثة وحبسه للاسهال دون فعل البلح، لان قبضه أقل، وانهضامه أسرع وإن كان مولدا (4) للرياح والقراقر والنفخ ولا سيما إذا شرب بعقبه الماء. والمختار منه ما كان له هشاشة وحلاوة مثل البسر المعروف بالعراق بالجيسوان (5) والسكر، والمعروف بمصر بالبيضة والبرني (6)، لان ما كان من البسر كذلك لم يكن أن يبطئ في المعدة.
في الرطب أما الرطب (7) فحار في أول الدرجة الثانية، رطب في وسط الدرجة الأولى. يغذو غذاء أكثر من غذاء البسر للزوجته وحلاوته. ولذلك صار عظيم المضرة لأنه يملا البدن فضولا ويصدع الرأس ويفسد اللثة والأسنان، ويولد رياحا نافخة، ويحدث في الكبد بدءا سددا ثم من بعد ذلك يحدثها في الطحال.
والاكثار منه يولد حميات عفنة متطاولة، وبردا لا يكاد البدن يسخن منه إلا بمشقة. والمختار منه المعروف بالهيرون (8)، وبعده ما كان أصفر وقلت حلاوته لأنه ألطف وأقل حرارة ولزوجة. والمذموم منه ما كان أسود واشتدت حلاوته، لأنه أغلظ وأكثر حلاوة ولزوجة. ومما يدفع ضرره أن يشرب بعده ماء الرمان المز والاسكنجبين، ويتمضمض بعد ذلك بنبيذ صرف.