في السعد أما السعد، فإن الذي ينتفع به منه أصله فقط، وقوته قوة مسخنة مجففة لأنه مركب من مرارة وعفوصة مع حرافة يسيرة وعطرية ظاهرة. فلمرارته وحرافته، صار مقطعا للبول، مجففا للرطوبات، مدرا (1) للطمث والبول، وبخاصة بول المستسقين وأصحاب الحصى لأنه يحلل الحصى ويفتته. ولقبضه وعطريته صار مقويا للمعدة، نافعا من القروح العسرة الاندمال لفضل رطوبة فيه. وذلك لتجفيفه ونشفه الرطوبات. ولذلك صار نافعا من قروح الفم واللثة. والمختار منه ما كان كثيفا مكتنزا رزينا ذكي الرائحة، وحدته ظاهرة مثل السعد الطرسوسي والدمشقي، والذي يؤتى به من جزيرة يقال لها قويارس (1)، لان ما كان كذلك، كان مسخنا قويا على تفتيح أفواه العروق، سريعا (2) في درور الطمث والبول وتفتيت الحصى. وإذا عمل منه ضماد، نفع من برد الأرحام وانضمام أفواهها. وإذا شرب، نفع من سم العقارب غير أن الاكثار منه والادمان عليه يجفف الدم ويفني رطوبته حتى أنه لا يؤمن على صاحبه أن يؤول أمره إلى الجذام.
(٤٤١)