مثل ذلك أيضا. وإذا شوي ودق وحمل على الثآليل (١) التي يقال لها (أفروخودش) (٢) وعلى الشقاق العارض من البرد كان (٣) نافعا <منهما>.
وبزره إذا دق وجعل في تينة يابسة وخلط بالعسل وأكل، لين البطن. وإذا علق الأشقيل على دكان، كان بادزهرا (4) للهوام. والمجفف منه من غير أن يشوى يستعمل بالخل والشراب والزيت.
والمختار من الأشقيل ما كان لونه مائلا إلى البياض، ومقداره معتدل متوسط بين اللطافة والعظم. ونباته في المواضع الجافة الصلبة القليلة الرطوبة السليمة من العفونة. وينبغي أن يحذر منه البصلة الواحدة المنفردة النابتة في أرض وحدها. ولا يستعمل منه إلا ما كان حوله بصل كثير من جنسه نابتا، لان المفردة منه خبيثة قاتلة.
* * * في كيفية شي الأشقيل ينبغي لمن أراد أن يشوي الأشقيل أن يأخذ البصلة ويقشر قشرها الاعلى اليابس ويقطع الأصل وينقيه، ويلطخها عجينا أو طينا حرا (5) عذبا، إما أحمر وإما أسود، ويكون ثخن العجين والطين عليه ثخن الإصبع، ويدخلها في فرن أو يتركها في تنور قد وقد بجمر من الليل إلى الصبح، ويذرها حتى يشتوي العجين ويكمل نضجه ويحمر لونه، ثم يخرجها من النار ويذرها حتى تبرد، ويقشر العجين عنها وينظر إليها فان رآها قد نضجت حسنا وتفسخت وأكمل النار فعله (6) في باطنها، وإلا فليلطخها ثانية ويفعل بها كفعله في المرة الأولى من إدخالها الفرن أو التنور إلى أن يشتوي عجينها. ويديم ذلك مرات إلى أن يكمل نضجها، ثم يفرق طبقاتها بعضها من بعض، وتجفف في الظل في مهب الرياح الشمالية أو الشرقية، ولا تقرب قبل كمال نضجها، لأنها إذا لم تنضج كان فيها حدة مضرة بالمعدة والبطن مهيجة للقئ الكثير.
وأما كيفية تجفيفها من غير أن تشوى، فهو أن تفرق طبقاتها وتقطع على النصف، وتنضم في خيط كتان، ويفرق بين القطعة والقطعة، كيلا يتصل بعضها ببعض ولا يمس بعضها بعضا، وتعلق في الظل في مهب الرياح حتى تجف. وقد يربى الخل بالعنصلان ويقدم في السكارج (7) على الموائد مع البزماوردات وغيرها. ويعمل من هذا الخل أيضا سكنجبين معسل ويستعمل في تنقية المعدة من الرطوبات الغليظة اللزجة وتنبيه الشهوة.