فيما يعين على هضم الطعام الغليظ البطئ الانهضام ومما يعين على هضم الأغذية الغليظة اللزجة، أن يتعب صاحبها قبل استعمالها تعبا معتدلا، ثم يغسل بدنه بعد ذلك من وسخ العرق بماء بارد إن كان الزمان صيفا أو قريبا من مزاج الصيف، أو بماء حار إن كان الزمان شتاء أو قريبا من مزاج الشتاء، ثم يستريح قليلا قليلا ويتناول من الغذاء بقدر، ويتحرك برفق حركة يسيرة على أشياء لينة تنخفض من تحت قدميه ويبطئان لينحدر الطعام إلى قعر المعدة، ولا يتحرك على أشياء يابسة صلبة، فينزع الطعام ويهيجه إلى الخروج من المعدة قبل تمام هضمه، ثم ينام على جانبه الأيسر ليسخن بالنوم عليه وتعتدل حرارته مع حرارة الجانب الأيمن، لجاجة الجانب الأيسر إلى ذلك لضعف حرارته بالطبع، لمجاورته الطحال الذي هو مسكن المرة السوداء.
وأما الجانب الأيمن، فلمجاورته للكبد والمرارة، صار أسخن بالطبع. ولذلك استغنى عن اكتساب حرارة بحيلة أو بتدبير. فإن كان الأسهل عليه الاستلقاء على الظهر فلا بأس لان الحرارة عند النوم على الظهر تنتشر في الجانبين جميعا، وإن كان النوم على الجانب الأيسر أفضل، من قبل أن الحرارة وإن كانت عند النوم على الظهر تنتشر في الجانبين جميعا، فإنها تكون في الجانب الأيمن أقوى لزيادة حرارته على الجانب الأيسر بالطبع.