في الثوم الثوم على ثلاثة (1) ضروب: لان منه الريفي المستعمل في الطبيخ، ومنه المسمى باليونانية (سقردوقراس) أي الثوم الكراثي، ومنه الثوم البري المعروف ب (أسقرديون) (2). وزعم ديسقوريدوس أنه يسمى ثوم الحية. فأما الثوم الريفي فالغذاء المتولد منه يسير جدا، مضر بالمحرورين، نافع لمن كان مزاجه بلغمانيا لان حرارته ويبسه في وسط الدرجة الرابعة ولذلك صار له قوة قطاعة معطشة، مجففة للمني، مفتحة للسدد، محللة للرياح الغليظة. فإذا أخذه من كان مزاجه باردا رطبا، أعان على درور البول وأطلق البطن. وإذا أخذه من كان مزاجه يابسا، فعل عكس ذلك وضده. ولذلك وجب على من أراد استعماله ممن كان خائفا من حرارته أن يقشره من قشره ويسلقه بالماء العذب ويسير من ملح، ثم يقليه بدهن لوز أو دهن شيرج ويستعمله بعد ذلك كيف أراد وبأي شئ أحب. ويمص بعد أكله رمانا مزا وتفاحا كذلك أو حماض الأترج. ومما يقطع رائحته من الفم أن يمص بعقبه ورق الينبوت (3) الأخضر ويتمضمض بعد ذلك بشراب ريحاني.
ومن منافعه على سبيل الدواء أنه إذا أكل، نفع من عضة الكلب الكلب. وإذا أكل، كان أعظم منفعة من نهش الأفاعي والحيات وبخاصة الحية التي يقال لها (أميرس) (4) وهي حية إذا لسعت عرض للملسوع منها سيلان الدم من موضع اللسعة لان الثوم يقوم في نهش الهوام وفى جميع الأوجاع الباردة مقام الترياق. ولذلك إذا دق وعمل منه ضماد، وحده أو بشراب، وحمل على نهش الحيات ولسع العقارب، نفع منها. وإذا دققت الثوم وخلطته بجندبادستر (5) وعجنت الجميع بزيت