في الشجرة المعروفة بالجميز ويسمى التين الأحمق الجميز شجرة عظيمة شبيهة بشجر التين العظام، ولها لبن كثير، ويثمر في السنة ثلاث (١) مرات أو أربع، وثمرتها شبيهة بالتين الصغير المعروف بالشاهنجير (٢). وقال ديسقيريدس شبيهة بالتين البري لبزرها الذي في جوف ثمرتها من العظم والصلابة ما لبزر التين. وليس لثمرها حرافة ولا حدة، لكن لها عذوبة يسيرة مع رطوبة شبيهة برطوبة التوت في اللزوجة. ولذلك صيرها قوم من المتطببين متوسطة بين التوت <والتين> (3) ونسبوها إلى الحرارة والرطوبة في وسط الدرجة الأولى. وثمرتها في خروجها مخالفة لخروج الثمار، لأنها ليس إنما تخرج من القضبان فقط كخروج سائر الثمار، لكنها تخرج من جميع الأغصان وأصول الورق وأصل الشجرة في نفسها. وليس تنضج ثمرتها نضجا كاملا دون أن يشرط رأسها ويخنق ويقلع منه مقدار دون الترمسة، ويدهن الشرط بزيت. وكثيرا ما يرتفق (4) بثمرتها في السنين الجدبة لوجودها في كل وقت إذ كانت تثمر في السنة مرات.
وحكى جالينوس عن قوم ذكروا أن هذه الشجرة كانت في الابتداء بفارس، وكان فيها مرارة، وكان (5) من أكلها يموت حتى أنهم أقاموها مقام السم (6) القاتل من قرب. ثم إن قوما نقلوها إلى الإسكندرية فخرج منها ثمرة يتغذى بها كما يتغذى بالتين والتفاح والكمثرى (7). وأما نحن فإنا شاهدنا من