في السلق السلق نوعان: أحدهما مسني اللون شديد الخضرة مائل إلى السواد قليلا. والآخر فستقي اللون قليل الخضرة مائل إلى الصفرة قليلا. والصنفان جميعا حاران في الدرجة الأولى، مولدان غذاء مذموما ويضران بالمعدة وبخاصة المائل منها إلى الصفرة قليلا، لان فيه رطوبة بورقية لذاعة من لزوجة فيها يسيرة. وإذا قستها إلى رطوبة الخبازى والخس وجدتها ألطف وأقل لزوجة وأكثر جلاء، ووجدت رطوبة الخبازى أغلظ وأكثر لزوجة وأقل جلاء، والخس متوسط بينهما. ولذلك صار هذا الصنف من السلق، أعني القليل الخضرة المائل إلى الصفرة، من التلطيف وتفتيح سدد الكبد والطحال والاطلاق للبطن أقوى فعلا وأكثر منفعة. وإذا سلق وطيب بالخل والمري والكراويا والزيت الانفاق أو دهن اللوز، كان انهضامه أسرع وانحداره أقرب وأسهل وغذى غذاء يسيرا وأطلق البطن ونفع من سدد الكبد المتولدة عن الأخلاط الغليظة. وإذا سلق ورمي ماؤه وطجن بالزيت الانفاق، زالت عنه رطوبته البورقية التي كان بها مطلقا، وصار حابسا للبطن. ولذلك قال الفاضل أبقراط: إن ماء السلق مطلق للبطن وجرمه حابس لها. وأما عصارة السلق، فإنه إذا استعط بها، نقت الدماغ ونفعت من وجع الاذنين. وإذا دق الورق وضمد به البهق بعد أن يغسل الموضع بنطرون، نقاه. وإذا جرد داء الثعلب وحمل عليه ورق السلق مدقوقا، أنبت الشعر فيه وطبيخ ورقه نافع من البثور وحرق النار. وأما أصل هذا الصنف من السلق، أعني القليل الخضرة المائل إلى الصفرة، فإنه أغلظ وأبطأ انهضاما وأكثر توليدا للنفخ والقراقر، وذلك لزيادة رطوبته على الصنف الآخر. وإذا سلق ورمي ماؤه وعجن بزيت أنفاق، كان أبعد لانحداره عن المعدة. وإذا سلق ورمي ماؤه من غير أن يطجن وطيب بالخل والمري والكراويا والفلفل والزيت، كان أسرع لانحداره وغذى غذاء يسيرا وفتح سدد الكبد والطحال المتولدة عن الأخلاط الغليظة. وكذلك يفعل إذا طيب بالخردل والفلفل والصعتر إن كان صاحبه بلغمانيا، وبالخل وحده إن كان صاحبه صفراويا. ومن خاصة أصل هذا النوع من السلق أن عصارته إذا غسل بها الرأس، نقت الأبرية والصئبان وطولت الشعر. وإذا
(٤٠٧)