في القلقاس أما القلقاس فهو أصل نبات ينبت أكثر ذلك في أرض مصر، له ورق مستدير واسع على شكل الترمس، يكون قطر دائرة الورقة شبر ونصف أو أوسع من ذلك. ولكل ورقة من ورقه قضيب مفرد على غلظ الإصبع وطوله شبران أو ثلاثة. ونبات القضيب من الأصل الذي في الأرض، لان ليس لهذا النبات ساق ولا ثمر، والموضع الذي يتصل به القضيب من الورقة منخفض قليلا على حكاية ورق القرع إلا أن ورق القرع كثير لعلوه وهو أسخف وأضيق وأقل خضرة، وورق القلقاس أوسع وأنعم وأشد خضرة وأقرب من ورق الموز في خضرته ورقة جسمه وليانته ورونقه ونضارته.
وأما أصله فشكله شكل شبه بشكل الأترج إلا أن ظاهره يلي الحمرة قريب من ظاهر النارجيل المعروف بجوز الهند وداخله أبيض كثيف مكتنز مشاكل للموز الأخضر وفى طعمه قبض يسير مع حرافة قوية تدل على حرارته ويبسه. فإذا سلق بالماء، زالت حرافته جملة واكتسب، مع ما فيه من القبض اليسير، لزوجة مغرية كانت فيه بالقوة، إلا أن حرافته كانت تقيها وتسترها. ولذلك صار غذاؤه غليظا بطئ الانهضام ثقيلا في المعدة لكثافة جسمه ولزوجته، إلا أنه لما فيه من القبض والعفوصة، صارت فيه قوة مقوية للمعدة معينة على حبس البطن إذا أخذ منه مقدار لا يثقل المعدة فتخليه ضرورة لثقله وبعد انهضامه. ولما فيه من اللزوجة والتقوية صار نافعا من سحوج المعاء. وقشره أقوى على حبس البطن من لحمه، لان القبض فيه أقوى وعليه أغلب.
وزعم ديسقيريدس أن لهذا النبات زهر على لون الورد. فإذا عقد، عقد شيئا شبيها بالحراب كأنه تفاحة الماء، وفيه باقلى صغير أصغر من الباقلي اليوناني يعلو موضعه المواضع التي ليس فيها باقلى. فمن أراد أن يزرعه، فإنما يأخذ ذلك الباقلي ويصيره في كيل طبق ويلقيها في الماء فينبت. وأما نحن فما شاهدنا (1) له زهرا، بل شاهدنا هذا الباقلي الذي ذكر لاصقا بالأصل من جميع نواحيه في جوف الأرض،