القول في اللفاح أما شجرة اللفاح فتعرف باليبروج. وهي شجرة منتشرة على الأرض من قبل أن ليس لها ساق يرفعها صعدا. وهي على ضربين: لان منها ما يعرف بالذكر، ومنها ما يعرف بالأنثى. وإنما سمي الذكر منها ذكرا لان أصله واحد مفرد أبيض الظاهر والباطن وورقه عريض أملس شبيه بورق السلق وليانته، ولفاحه أكبر لان مقداره ضعف مقدار لفاح الأنثى ولونه زعفراني ورائحته طيبة، إلا أن طعمه بشع كريه غير لذيذ. وأما الأنثى فإن لها أصلين أو ثلاثة يتصل بعضها ببعض، ويلتف بعضها على بعض، وظاهرها يلي السواد وباطنها أبيض وورقها يسمى الخس لأنه شبيه بورق الخس إلا أنه أصغر وأرق قليلا ورائحته زهمة كريهة، وثمرته شبيهة بالغبيراء، وفى جوفها حب شبيه بحب الكمثرى، فإذا أكلته الرعاة، عرض لهم منه سبات يسير يدل على أن البرودة القوية على هذا النبات أغلب، كأن برودته في الدرجة الثالثة إلا أن فيه مع البرودة رطوبة يسيرة. ومن خاصته أنه إذا أكل أو اشتم، عرض لصاحبه منه سبات وكذلك يعرض من عصارته. فإن أكثر منه أو من عصارته، أحدث العلة المعروفة بالسكتة.
وأما حبه الموجود في جوف لفاحه فإنه إذا شرب، نقى الأرحام. وإذا خلط بكبريت لم تمسه النار واحتملته المرأة، قطع نزف الدم عنها. وقد يتخذ من اللفاح شراب ينتفع به في دفع السهر (1)، وتسكين الآلام، وإبطال حس من احتاج أن يكوى بالنار أو يقطع منه عضو من أعضائه حتى لا يحس بالألم ولا يشعر بما يفعل به. واستخراج عصارة هذا اللفاح يكون بأن يدق ويعصر ويصير ما يخرج من عصارته في الشمس حتى يثخن ويصير في إناء من غفار (2) ويخزن، وقال ديسقيريدس: في إناء من خزف.
وأما لحاء أصل شجرة اللفاح فقوي البرد والتجفيف جدا، والأصل المستبطن للحاء أضعف فعلا من