في الخيار وأما الخيار، فهو أبرد وأغلظ وأثقل من القثاء الريفي لان برودته في آخر الدرجة الثانية، وبرودة القثاء في وسطها. ولذلك صار الخيار أشد تطفئة وتبريدا. ومن قبل ذلك صار فعله في توليد البلغم الغليظ والاضرار بعصب المعدة وتفجج الغذاء أكثر من فعل القثاء، لأنه أثقل وأبعد انهضاما وأكثر إتعابا للمعدة.
وإذا عسر انهضامه وبعدت استحالته، تولد عند الخلط الغليظ البارد السمي، لان سائر الفواكه إذا عسر انهضامها وبعدت استحالتها، تعفنت وولدت خلطا رديئا مذموما شبيها بكيفية الأدوية المسمومة. وأسبقها إلى ذلك وأخصها به الخيار، لأنه أعسر انهضاما بالطبع. والمختار منه ما كان جسمه صغيرا وحبه رقيقا غزيرا متكافئا. وأفضل ما يؤكل منه لبه فقط لأنه أسرع انهضاما وأسهل انحدارا.