تقدير القلة، وعدم لزومه على تقدير الكثرة. فإطالة البحث حول مفهوم " السؤر " ينحصر ثمرته بفهم مواقف كراهية الاستعمال، وهو عندي غير مهم جدا.
وأما ذهاب مثل " المبسوط " و " السرائر " و " المهذب " (1) إلى إنكار الملازمة بين طهارة الحيوان، وجواز استعمال سؤره، حيث منعوا استعمال سؤر ما لا يؤكل لحمه من الحيوان الحضر غير الآدمي والطيور، إلا ما لا يمكن التحرز عنه، كالهرة والفأرة والحية، بل عن الحلي (رحمه الله) التصريح بنجاسته (2)، معللين: بمفهوم رواية عمار بن موسى (3)، وصحيحة ابن سنان (4)، فهو مما لا يمكن الاصغاء إليه بالضرورة، بعدما ورد النص بنفي البأس، كما هو الواضح عند الكل.
وبالجملة: إمكان الالتزام بالتفكيك غير كاف، بعد أن تكون الأخبار ناظرة إلى تلك المسألة.
ومما يمكن أن يتوهم: الالتزام بنجاسة الكر، لصدق " السؤر " عليه، وإمكان الالتزام بنجاسة الجمادات الباقية، لشمول المفهوم لها كما لا يخفى، فتأمل. مع اقتضاء مفهوم " السؤر " ذلك.