أن يثبتوا دخولهم في صلب أمة رسول الله صلى الله عليه وآله وحيزها أصلا، بعد أن أخرجهم النبي صلى الله عليه وآله بهذا الحديث، الذي تغض بهم أوسع الحلاقيم!
إنها الضربة النبوية القاصمة لطلقائه وعتقائه! فقد أبلغ حكم الله فيهم وأن إسلامهم تحت السيف لا يجعلهم من صلب الأمة! بل سيبقون هم وذرياتهم طلقاء النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته، إلا من صدر فيه استثناء فصار من المسلمين!
ويوضح ذلك ما كتبه أمير المؤمنين عليه السلام إلى معاوية: (وزعمت أن أفضل الناس في الإسلام فلان وفلان، فذكرت أمرا إن تم اعتزلك كله، وإن نقص لم تلحقك ثلمته! وما أنت والفاضل والمفضول والسائس والمسوس؟ وما للطلقاء وأبناء الطلقاء والتمييز بين المهاجرين الأولين وترتيب درجاتهم وتعريف طبقاتهم. هيهات لقد حن قدح ليس منها، وطفق يحكم فيها من عليه الحكم لها! ألا تربع أيها الإنسان على ظلعك وتعرف قصور ذرعك؟ وتتأخر حيث أخرك القدر، فما عليك غلبة المغلوب ولا لك ظفر الظافر! وإنك لذهاب في التيه رواغ عن القصد). (نهج البلاغة: 3 / 30 والاحتجاج: 1 / 259، وابن الأعثم: 2 / 560، وصبح الأعشى: 1 / 155).
وقال صعصعة مع معاوية: (أنى يكون الخليفة من ملك الناس قهرا، ودانهم كبرا، واستولى بأسباب الباطل كذبا ومكرا؟! وإنما أنت طليق ابن طليق، أطلقكما رسول الله صلى الله عليه وآله! فأنى تصلح الخلافة لطليق)! (مروج الذهب / 694) (ومن كلام لابن عباس يخاطب أبا موسى الأشعري: ليس في معاوية خلة يستحق بها الخلافة! واعلم يا أبا موسى أن معاوية طليق الإسلام، وأن أباه رأس الأحزاب، وأنه يدعي الخلافة من غير مشورة ولا بيعة). (شرح النهج: 2 / 246).
ومن كتاب لابن عباس إلى معاوية: (وإن الخلافة لا تصلح إلا لمن كان في الشورى، فما أنت والخلافة؟ وأنت طليق الإسلام، وابن رأس الأحزاب، وابن