ولهم افتراء آخر على الأنبياء عليه السلام أسوأ من افتراء اللقوة! وهو أن القمل ربما يكثر على أحدهم عليهم السلام حتى يقتله! ولا ندري من الذي كان من أئمتهم مقملا فوضعوا له هذا الحديث؟! رواه أحمد في مسنده: 3 / 94، قال: (فقال النبي (ص): إنا معشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا الأجر، إن كان النبي من الأنبياء يبتلى بالقمل حتى يقتله! وإن كان النبي من الأنبياء ليبتلى بالفقر حتى يأخذ العباءة فيخونها)! انتهى. أي يسرقها! فهم يقولون لك إن النبي مقمل وحرامي فلا تعجب إن كان إمامهم مثله!
وقد تكرمت مصادرهم وحاولت التغطية على سرقة النبي للعباءة، وليس على تقميله! فجعله ابن ماجة: 2 / 1335: (حتى ما يجد أحدهم إلا العباءة يحويها) وجعله الحاكم: 1 / 40، والبيهقي: 3 / 272: (حتى ما يجد إلا العباءة يلبسها) وجعله بخاري في الأدب المفرد: 112: (العباءة يجوبها فيلبسها)! وعبد الرزاق في مصنفه: 11 / 310: (حتى تأخذه العباءة فيحولها) وابن سعد في الطبقات: 2 / 208: (حتى ما يجد إلا العباءة يجوبها) وعبد بن حميد في مسنده / 298: (حتى يأخذ العباءة فيحويها) وأبو يعلى: 2 / 313: (حتى ما يجد إلا العباءة يحويها فيلبسها).. إلى آخره!
فسرقة الأنبياء للعباءات غير ثابت عندهم، لكنهم اتفقوا على ابتلاء النبي بالقمل حتى يقتله! كما اتفقوا على صحة الحديث وحسن سنده، كما في هامش أبي يعلى، ومصباح الزجاجة: 4 / 188. وقال ابن الجوزي في الثبات عند الممات / 49: (إسناده صحيح رجاله ثقات). ونحوه في التخريج للحافظ العراقي: 4 / 63، وكشف الخفاء: 1 / 130)!
وحسبنا الله على من يفتري على أنبيائه عليهم السلام.