الثالث: أن معاوية وبعده بنو مروان استطاعوا أن يشكلوا في الأمة حزبا أمويا متطرفا، قام على ثلاثة أسس هي: النصب، والتجسيم، والقدرية! ونشط دعاته في بث سمومه، وبالغوا في العداء لمن خالفهم، وخاصة لأهل البيت عليهم السلام وشيعتهم! وما زال ورثتهم ينجمون في بلاد المسلمين، ويلاقون منهم أشد مما لاقوه من الخوارج القدامى.
ومع كل هذه النجاحات والتحريفات، يصح كلام المفيد رحمه الله بأن نور علي عليه السلام قد شق طريقه من هذه الظلمات والعواصف، وبقي مشعا على الأمة!
واضطرت الدول والحكومات التي جاءت بعد بني أمية أن تدين سياسة بني أمية في سب علي عليه السلام، كما تمسك أهل البيت عليهم السلام وأتباعهم بالتشريع النبوي وخلاصته:
1 - أن اللعن لا يثبت ولا يتحقق إلا بنص من القرآن أو السنة، وأنه حكم يصدر من العليم الحكيم عز وجل، ومن نبيه صلى الله عليه وآله الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وآله، ومن عترة النبي المعصومين الذين عندهم علم الكتاب عليهم السلام. أما من غيرهم فلا يتحقق اللعن إلا للملعونين الشرعيين، أما لغيرهم فلا يكون أكثر من سب وشتم.
2 - أن يجب الإيمان بآيات اللعن واعتقاد لعن الملعونين في القرآن، ولعن من صدرت عليه لعنة من رسول الله صلى الله عليه وآله أو أحد المعصومين عليهم السلام.
3 - يجب الإعتقاد بلعن كل من انطبق عليه نص عام في اللعن من آية أو حديث صحيح، كظالمي آل محمد صلى الله عليه وآله 4 - الإعتقاد بلعن الملعونين فريضة كما تقدم، أما فعل اللعن، أي لعن الملعونين فتجري عليه الأحكام الخمسة: الوجوب أو الاستحباب أو الحرمة أو الكراهة أو الإباحة، حسب ما يطرأ عليه من عنوان، ويتبع فتوى مرجع التقليد.
5 - اللعن والبراءة قبل الولاية ومقدم عليها رتبة، لأن الولاية لا تصح إلا بالبراءة،