وتخلية القلب تسبق التحلية في السلوك، ولذا كانت البراءة في شهادة التوحيد قبل الولاية، والنفي متقدما على الإثبات: (أشهد ألا إله إلا الله).
6 - بناء على ما تقدم، فإن لعن أعداء محمد وآله أفضل من الصلاة عليهم صلى الله عليه وآله، لأنه مقدمة لولايتهم ومودتهم، والدعاء لهم والصلاة عليهم.
7 - من الأغلاط الشائعة تصور أن اللعن والبراءة يتنافى مع التسامح والحرية والمحبة للناس. مع أن معاني الخير لا يمكن أن تتحقق في نفس الإنسان إلا ببغض الشر والأشرار والبراءة منهم، واعتقاد أنهم ملعونون مطرودون من رحمة الله تعالى.
فالإنسان لا تتحقق إنسانيته إلا بتوازن قوة الحب والبغض في شخصيته، وتوجيه كل منهما إلى مجالها الصحيح، فالذي يحب الخير لا تكون شخصيته متوازنة حتى يبغض الشر، بل لا تحصل له الحصانة المطلوبة من الشر إلا ببغضه وبغض الأشرار.
* * *