عن عمر بن يزيد الثقفي قال قال أبو عبد الله عليه السلام: يا ابن يزيد أنت والله منا أهل البيت. قلت: جعلت فداك من آل محمد؟ قال عليه السلام: إي والله، قلت: من أنفسهم جعلت فداك، قال: أي والله من أنفسهم يا عمر، أما تقرأ كتاب الله عز وجل: إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين . أوما تقرأ قول الله عز اسمه: فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم. وفي هذا المعنى روايات كثيرة).
أقول: إن التعميم في لعن بني أمية قاطبة طريقي، ولا يعني أنهم جميعا غير مؤمنين، ولا يتنافى مع وجود مؤمنين منهم، فلا عموم له من هذه الجهة، بل يعني أن على الأمة أن تلعنهم جميعا وتحذر وتتبرأ منهم، لأنهم كأسرة خطرون على الإسلام حتى يفنوا أو تقوم القيامة! فالحذر اللازم منهم والحصانة المطلوبة لا تتحقق إلا بتعميم لعنهم، وأي استثناء منهم سيكون بابا ينفذ منه بنو أمية للفساد في الأمة! فيجب أن يترك الاستثناء لله تعالى، فيستثني هو من لا يستحق اللعن!
وعليه فلا يقال: ما ذنب المؤمنين منهم حتى يشملهم اللعن؟! لأن استثنائهم حاصل بفعل الله تعالى وحكمه بأن اللعنة لا تصيب مؤمنا حسب تعبير النبي صلى الله عليه وآله.
أما استثناء المؤمنين في الحكم الموجه إلى الأمة في الحياة الدنيا فلا يصح، لأن فيه مفسدة وخطر نفوذ شرارهم بادعائهم الإيمان وغش الأمة وتضليلها!
وهذا يشبه تحذير النبي صلى الله عليه وآله من اليهود، مع أنه كان منهم مؤمنون أبرار! وقد صرح النبي صلى الله عليه وآله بصحة هذا التعميم عندما لعن كل قادة الأحزاب وكل أتباعهم إلى يوم القيامة. ففي الإحتجاج: 1 / 401: (يوم الأحزاب يوم جاء أبو سفيان بجمع قريش، وجاء عينية بن حصين بن بدر بغطفان، فلعن رسول الله القادة والأتباع، والساقة إلى يوم القيامة. فقيل: يا رسول الله أما في الأتباع مؤمن؟ قال: لا تصيب