429: (وقد كان معاوية دس أناسا من أصحابه إلى الكوفة يشيعون موته وأكثر الناس القول في ذلك حتى بلغ عليا...).
فكشف علي عليه السلام حيلة معاوية ولكنه مع ذلك أخبر المسلمين بما سيكون فقال:
(أما إنه سيظهر عليكم بعدي رجل رحب البلعوم مندحق البطن، يأكل ما يجد ويطلب ما لا يجد، فاقتلوه ولن تقتلوه! ألا وإنه سيأمركم بسبي والبراءة مني، فأما السب فسبوني فإنه لي زكاة ولكم نجاة، وأما البراءة فلا تتبرأوا مني فإني ولدت على الفطرة وسبقت إلى الإيمان والهجرة). (نهج البلاغة: 1 / 105).
بل كان أعداء علي وأهل البيت عليهم السلام من الصحابة وغيرهم يتسقطون الخبر الصغير من تلاميذ أهل البيت عليهم السلام وتلاميذهم وأطفالهم، بل من خدمهم لأنهم يعرفون أن عندهم من الله الكثير! ونكتفي بنموذج واحد منها يتصل بموضوعنا، روته أقدم مصادرنا: (عن فضيل بن الزبير قال: مر ميثم التمار على فرس له فاستقبل حبيب بن مظاهر الأسدي عند مجلس بني أسد، فتحدثا حتى اختلف أعناق فرسيهما. ثم قال حبيب: لكأني بشيخ أصلع ضخم البطن يبيع البطيخ عند دار الزرق، قد صلب في حب أهل بيت نبيه عليه السلام ويبقر بطنه على الخشب! فقال ميثم: وإني لأعرف رجلا أحمر له ضفيرتان يخرج لينصر ابن بنت نبيه عليه السلام فيقتل ويجال برأسه بالكوفة! ثم افترقا، فقال أهل المجلس: ما رأينا أحدا أكذب من هذين! قال: فلم يفترق أهل المجلس حتى أقبل رشيد الهجري، فطلبهما فسأل أهل المجلس عنهما؟ فقالوا: افترقا وسمعناهما يقولان كذا وكذا. فقال رشيد: رحم الله ميثما نسي: ويزاد في عطاء الذي يجئ بالرأس مائة درهم! ثم أدبر، فقال القوم: هذا والله أكذبهم! فقال القوم: والله ما ذهبت الأيام والليالي حتى رأيناه مصلوبا على باب دار عمرو بن حريث، وجئ برأس حبيب بن