اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس قال اسجد لمن خلقت طينا. قال أرأيتك هذا الذي كرمت على لئن أخرتن إلى يوم القيامة لاحتنكن ذريته إلا قليلا. قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاء موفورا. (الإسراء: 60 - 63).
ثم ادعى القرآن أن بني أمية إذا استعادوا حقهم وحكموا من بعده سيفسدون ويقطعون رحمهم مع بني هاشم فقال: فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم. أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم. (محمد: 22 - 23) وقد تقدم قول معاوية لابن عباس: (فإنا قد كتبنا في الآفاق ننهى عن ذكر مناقب علي وأهل بيته فكف لسانك! فقال: يا معاوية أتنهانا عن قراءة القرآن؟! قال: لا. قال: أتنهانا عن تأويله؟! قال: نعم.... إقرؤا القرآن وتأولوه ولا ترووا شيئا مما أنزل الله فيكم وارووا ما سوى ذلك)! (الإحتجاج: 2 / 16).
وكيف ينسى معاوية أن النبي صلى الله عليه وآله واجهه وأباه وأخاه، فلعنهم مباشرة في أكثر من مناسبة، ومنها على رؤوس الأشهاد في مسجده، فتحملوا وكظموها!
وهذا أبو ذر الغفاري والحسن بن علي وأمثالهم يواجهون معاوية بأن النبي لعنه ودعا عليه! ويروون أنه لعن أبا في سبعة مواطن حفظها الناس ورووها! يوم هاجر النبي وجاء أبو سفيان من الشام، فسب النبي وأوعده وهم أن يبطش به. ويوم بدر. ويوم أحد. ويوم حنين حيث ائتمر مع هوازن واليهود، فردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيرا... ويوم الحديبية إذ صدوا النبي والمسلمين عن العمرة. ويوم الأحزاب إذ جاء أبو سفيان بجمع قريش فلعن رسول الله القادة والأتباع والساقة إلى يوم القيامة. فقيل له: يا رسول الله أما في الأتباع مؤمن؟ قال: لا تعيب اللعنة مؤمنا من الأتباع، أما القادة فليس فيهم مؤمن ولا مجيب ولا ناج. ويوم العقبة في رجوع النبي صلى الله عليه وآله من تبوك إذ تآمر لقتله اثنا عشر رجلا ليقتلوه،