بكر، وأبي مسلم الخولاني بعض أتباعهم، وأبي الصهباء، وعامر بن عبد قيس، وغير هؤلاء ممن علي أعظم منه، وليس في ذلك ما يدل على أنه يكون هو الأفضل من أحد من الصحابة، فضلا عن الخلفاء). انتهى.
أقول: كلامه مكابرة واضحة، فإنه لم ينقل أحد عن كل الصحابة عشر ما نقل عن أمير المؤمنين عليه السلام من الإخبار بالمغيبات، هذا من ناحية الكمية، أما النوعية فإن ما أخبر به الأئمة من أهل البيت عليهم السلام وتلامذتهم لم يكن أمورا ظنية وادعاءات، بل كان واضحا كفلق الصبح، وقد عرف ذلك عنهم واشتهر حتى عند أعدائهم وقاتليهم، كما رأيت في كلام زياد مع رشيد رحمه الله! بل رووا عن معاوية أنه كان يهمه أن يعرف رأي علي عليه السلام في مستقبله الشخصي وأنه استعمل أسلوب إشاعة موته هو في صفين ثم في الكوفة، ودس جواسيس ليشيعوا ذلك ليعرفوا ردة فعل علي عليه السلام! روى ذلك الإربلي في كشف الغمة: 1 / 287، عن كتاب لطف التدبير لمحمد بن عبد الله الإسكافي المتوفى سنة 421، ونقله في شرح إحقاق الحق: 8 / 121، عن أرجح المطالب / 687، وفي: 17 / 571، عن كتاب لطف التدبير / 184 المطبوع بمكتبة الخانجي بالقاهرة: أن معاوية وجلساءه كانوا يتساءلون عن مستقبلهم فقال معاوية: (فأنا أستخرج علم ذلك من علي فإنه لا يقول الباطل! فدعا ثلاثة رجال من ثقاته فقال لهم: إمضوا حتى تصيروا جميعا من الكوفة على مرحلة، وتواطؤا على أن تنعوني بالكوفة، وليكن حديثكم واحدا في ذكر العلة واليوم والوقت والقبر، ومن تولى الصلاة علي وغير ذلك، حتى لا تختلفوا في شئ! ثم ليدخل أحدكم وليخبر بوفاتي، فإذا كان من الغد فليدخل الثاني فيخبر بمثل خبر صاحبه، ثم ليدخل الثالث فيخبر بمثل خبر صاحبيه، وانظر ما يقول علي فعجلوه علي). وقال المسعودي في مروج الذهب: 2 /