لأخذ البيعة: يأتيكم من قبل الكوفة ألف رجل لا يزيدون ولا ينقصون يبايعونني على الموت، وكان كذلك وكان آخرهم أويس القرني. وأخبر بقتل ذي الثدية وكان كذلك. وأخبره شخص بعبور القوم في قصة النهروان فقال: لن يعبروا! ثم أخبره آخر بذلك فقال لم يعبروا وإنه والله لمصرعهم! فكان كذلك. وأخبر بقتل نفسه الشريفة. وأخبر شهربان بأن اللعين يقطع يديه ورجليه ويصلبه ففعل به معاوية ذلك. وأخبر ميثم التمار بأنه يصلب على باب دار عمرو بن حريث عاشر عاشرة، وهو أقصرهم خشبة، وأراه النخلة التي يصلب عليها، فوقع كذلك. وأخبر رشيد الهجري بقطع يديه ورجليه وصلبه وقطع لسانه، فوقع.
وأخبر كميل بن زياد أن الحجاج يقتله، وأن قنبرا يذبحه الحجاج فوقع. وقال للبراء بن عازب: إن ابني الحسين يقتل ولا تنصره فكان كما قال... الخ.
ثم قال ابن تيمية: والجواب: أن يقال: أما الإخبار ببعض الأمور الغائبة فمن هو دون علي يخبر بمثل ذلك، فعلي أجل قدرا من ذلك! وفي أتباع أبي بكر وعمر وعثمان من يخبر بأضعاف ذلك! وليسوا ممن يصلح للإمامة، ولا هم أفضل أهل زمانهم. ومثل هذا موجود في زماننا وغير زماننا. وحذيفة بن اليمان وأبو هريرة وغيرهما من الصحابة كانوا يحدثون الناس بأضعاف ذلك، وأبو هريرة يسنده إلى النبي (ص) وحذيفة تارة يسنده وتارة لا يسنده، وإن كان في حكم المسند.
وما أخبر به هو وغيره قد يكون مما سمعه من النبي (ص) وقد يكون مما كوشف هو به. وعمر قد أخبر بأنواع من ذلك. والكتب المصنفة في كرامات الأولياء وأخبارهم مثل ما في كتاب الزهد للإمام أحمد، وحلية الأولياء، وصفوة الصفوة، وكرامات الأولياء لأبي محمد الخلال، وابن أبي الدنيا، واللالكائي، فيها من الكرامات عن بعض أتباع أبي بكر وعمر كالعلاء بن الحضرمي نائب أبي