واقتصادية! وقام عماله بمطاردتهم وتشريدهم وهدم بيوتهم، وحرمانهم من الحقوق المدنية لإفقارهم وتجويعهم! وأصدر المراسيم بذلك وعممها على كل المناطق، وشدد على عماله في تنفيذها! وقد تقدم بعضها.
وفي مختصر البصائر / 14: (وكتب معاوية إلى عماله في جميع البلدان، أن لا يجيزوا لأحد من شيعة علي عليه السلام وأهل بيته شهادة. ثم كتب إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع الأقطار: أنظروا من قامت عليه البينة، أنه يحب عليا وأهل بيته فامحوه من الديوان، وأسقطوا عطائه ورزقه. وشفع ذلك بنسخة أخرى: من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم، فنكلوا به وأهدموا داره!
وفي الإحتجاج: 2 / 17: (ونادى منادي معاوية (في الحج): أن قد برئت الذمة ممن يروي حديثا من مناقب علي وفضل أهل بيته عليهم السلام! وكان أشد الناس بلية أهل الكوفة لكثرة من بها من الشيعة، فاستعمل زياد ابن أبيه وضم إليه العراقين الكوفة والبصرة، فجعل يتتبع الشيعة وهو بهم عارف، يقتلهم تحت كل حجر ومدر، وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل، وصلبهم في جذوع النخل، وسمل أعينهم، وطردهم وشردهم، حتى نفوا عن العراق، فلم يبق بها أحد معروف مشهور، فهم بين مقتول أو مصلوب أو محبوس، أو طريد أو شريد!
وكتب معاوية إلى جميع عماله في جميع الأمصار: أن لا تجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة، وانظروا قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه ومحبي أهل بيته وأهل ولايته، والذين يروون فضله ومناقبه، فأدنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم، واكتبوا بمن يروي من مناقبه واسم أبيه وقبيلته. ففعلوا، حتى كثرت الرواية في عثمان، وافتعلوها لما كان يبعث إليهم من الصلات والخلع والقطايع، من العرب والموالي، وكثر ذلك في كل مصر، وتنافسوا في الأموال