عليهم بالأحكام المشددة ولا يقبلون لهم عذرا، بحجة أن عثمان من الصحابة ومن أهل بيعة الرضوان! وأهل بيعة الرضوان ألف وأربع مئة بايعوا النبي صلى الله عليه وآله تحت الشجرة فأنزل الله تعالى فيهم: لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة.. الآية. فتراهم يتسلحون بهذه الآية ضد من خالف عثمان حتى من أهل بيعة الرضوان أنفسهم! فعبد الرحمن بن عديس البلوي وعمرو بن الحمق الخزاعي من أهل بيعة الرضوان! على أن الآية لا تدل على أكثر من الرضا الظرفي المشروط بالثبات على الإيمان، حيث قال تعالى رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك، ولم يقل (لقد رضي الله عن الذين يبايعونك).
لقد جاء عمرو وابن عديس في الوفد المصري شاكين ظلم الوالي الأموي، فذهب عثمان إلى بيت علي عليه السلام طالبا منه التوسط معهم، فحلوا المشكلة بأن كتب لهم عثمان مرسوما بتولية محمد بن أبي بكر رحمه الله على مصر بدل ابن أبي سرح الأموي المتهتك. وغادر الوفد لكنه فتفاجأ في الطريق ببريد سري من دار الخلافة إلى الوالي الأموي أن يبقى واليا ويقتلهم أو يحبسهم! فرجعوا غاضبين وحاصروا عثمان طالبين منه الإستقالة، فتسلق بعض الجنود المصريين وقتلوه!
وكان عدد الوفد المصري نحو ست مئة أو سبع مئة (وكان رؤساؤهم أربعة: عبد الرحمن بن عديس البلوي، وسودان بن حمران المرادي، وابن البياع، وعمرو بن الحمق الخزاعي). (تاريخ الطبري: 3 / 405 والطبقات: 3 / 65).
لقد كذب الرواة الأمويون واتهموا من يبغضونه بقتل عثمان، كمحمد بن أبي بكر وعمرو بن الحمق، ومحمد بن أبي حذيفة الأموي، ففي شرح النهج: 3 / 67، وغيره: (المتولي للقتل على ما صحت به الرواية كنانة بن بشير التجيبي، وسودان بن حمران المرادي). كما كذبوا على عمرو بن الحمق بأنه جلس على صدر