الماء فيسقيك ويسألك عن شأنك فتخبره، فادعه إلى الإسلام فإنه يسلم فإذا أسلم فامرر بيدك على ركبتيه فإنه ينهض صحيحا مسلما ويتبعك!
وتمر برجل محجوب جالس على الجادة فتستسقيه الماء فيسقيك، ويسألك عن قصتك وما الذي أخافك ومم تتوقى؟ فحدثه بأن معاوية طلبك ليقتلك ويمثل بك لإيمانك بالله ورسوله صلى الله عليه وآله وطاعتك في ولايتي، ونصحك لله تعالى في دينك فادعه إلى الإسلام فإنه يسلم، فامرر يدك على عينيه فإنه يرجع بصيرا بإذن الله تعالى، فيتبعانك ويكونا معك، وهما اللذان يواريان جثتك في الأرض.
ثم تصير إلى الدير على نهر يدعى بدجلة، فإن فيه صديقا عنده من علم المسيح عليه السلام تجده لك أعون الأعوان على سرك، وما ذاك إلا ليهديه الله لك، فإذا أحست بك شرطة ابن أم الحكم وهو خليفة معاوية بالجزيرة، ويكون مسكنه بالموصل، فاقصد إلى الصديق الذي في الدير في أعلى الموصل فناده فإنه يمتنع، فاذكر اسم الله الذي علمتك إياه فإن الدير يتواضع لك حتى تصير في ذروته، فإذا رآك ذلك الراهب الصديق قال لتلميذ معه: ليس هذا أوان المسيح هذا شخص كريم، ومحمد قد توفاه الله، ووصيه قد استشهد بالكوفة، وهذا من حواريه! ثم يأتيك ذليلا خاشعا فيقول لك: أيها الشخص العظيم قد أحلتني لما لم أستحقه فبم تأمرني؟ فتقول له: أستر تلميذي هذين عندك وتشرف (إصعد) على ديرك هذا فانظر ماذا ترى، فإذا قال لك: إني أرى خيلا غائرة نحونا فخلف تلميذيك عنده، وانزل واركب فرسك... ثم ينزل صاحبك المحجوب والمقعد فيواريان جسدك في موضع مصرعك، وهو من الدير والموصل على مائة وخمسين خطوة من الدير). انتهى.
وتدل هذه القصة على أنه رحمه الله آوى إلى دير في قلة جبل، ثم نزل وقاتل حتى