). فقاتل بديل بن ورقاء رحمه الله حتى جرح فأخذ الراية ابنه عبد الله فتقدم وهو يقول:
أضربكم ولا أرى معاويه * الأبرج العين العظيم الحاويه هوت به في النار أم هاويه * جاوره فيها كلاب عاويه فهجموا عليه فقتلوه، فأخذها عمرو بن الحمق قائلا:
جزى الله فينا عصبة أي عصبة * حسان وجوه صرعوا حول هاشم وقاتل أشد قتال). (مناقب آل أبي طالب: 2 / 357) وكان عمرو بن الحمق من الصحابة المميزين عند النبي صلى الله عليه وآله! ومن رؤساء خزاعة، لكن كل ذلك لا يغفر له عندهم لمعارضته لعثمان في الكوفة ومصر، ومجيئه في الوفد المصري للضغط على عثمان لتغيير واليه الفاسد الظالم! بل اتهموه كذبا بالمشاركة في قتل عثمان! وهذا هو سبب ما تراه في مصادرهم من غمزهم ولمزهم فيه، أو حذفه من تراجم الصحابة، كما فعل إمامهم الذهبي!!
عمرو بن الحمق رحمه الله من أولياء الله الخاصين!
اتفق الرواة على أن إسلام عمرو بن الحمق كان بمعجزة من النبي صلى الله عليه وآله، وأنه أرسل سرية وأخبرهم أنهم سيصادفونه، وأوصاهم أن يبلغوه أنه من أهل الجنة!
فتأمل في مقام شخص يخبره سيد المرسلين صلى الله عليه وآله قبل إسلامه بأنه من أهل الجنة!
روى الطبراني في الأوسط: 4 / 239: (سمعت عمرو بن الحمق يقول: بعث رسول الله (ص) بسرية فقالوا يا رسول الله إنك تبعثنا وليس لنا زاد ولا لنا طعام، ولا علم لنا بالطريق! فقال: إنكم ستمرون برجل صبيح الوجه يطعمكم من الطعام ويسقيكم من الشراب، ويدلكم على الطريق، وهو من أهل في الجنة!
فلما نزل القوم علي جعل يشير بعضهم إلى بعض وينظرون إلي فقلت: ما بكم يشير بعضكم إلى بعض وتنظرون إلي؟ فقالوا: أبشر ببشرى الله ورسوله فإنا نعرف