مسعود، فماذا يصنعون بما رووه بسند آخر ليس فيه المسعودي، كما في تاريخ دمشق: 45 / 502؟! بل ماذا يصنعون بحديث بخاري الذي يصف معاوية بالفئة الباغية الداعية إلى النار، وغيره من صحاحهم في ذم بني أمية؟!
أما مصادرنا فأفصحت عما أخفاه غيرها: كما في شرح الأخبار للقاضي النعمان: 1 / 208، والاختصاص / 16، وأمالي المفيد / 333.
وفي أمالي الطوسي / 86 و 112 بمعناه عن حذيفة وفيه: (فقال لي صلى الله عليه وآله: والذي نفسي بيده إن آية الجنة والهداة إليها إلى يوم القيامة وآية الحق إلى يوم القيامة لآل محمد. وإن آية النار وآية الكفر والدعاة إلى النار إلى يوم القيامة لغيرهم).
وروى ابن حمدان في الهداية / 154 والبحراني في مدينة المعاجز: 3 / 179 قصة إسلام عمرو بن الحمق رحمه الله في حديث طويل عن جابر بن عبد الله الأنصاري جاء فيه: (أرسل رسول الله صلى الله عليه وآله سرية فقال لهم: تصلون ساعة كذا وكذا من الليل أرضا لا تهتدون فيها سيرا، فإذا وصلتم إليها فخذوا ذات الشمال فإنكم تمرون برجل فاضل خير في ساقية، فتسترشدونه فيأبى أن يرشدكم حتى تأكلوا من طعامه، ويذبح لكم كبشا فيطعمكم، ثم يقوم معكم فيرشدكم الطريق! فاقرؤوه مني السلام، وأعلموه أني قد ظهرت في المدينة! فمضوا فلما وصلوا إلى الموضع في الوقت ضلوا فقال قائل منهم: ألم يقل لكم رسول الله صلى الله عليه وآله خذوا ذات الشمال ففعلوا فمروا بالرجل الذي وصفه رسول الله صلى الله عليه وآله لهم فاسترشدوه الطريق فقال: إني لا أرشدكم حتى تأكلوا من طعامي، فذبح لهم كبشا فأكلوا من طعامه، وقام معهم فأرشدهم الطريق، وقال لهم: أظهر النبي صلى الله عليه وآله بالمدينة؟ فقالوا: نعم، فأبلغوه سلامه فخلف في شأنه من خلف ومضى إلى رسول الله صلى الله عليه وآله. وهو عمرو بن الحمق) رحمه الله.
* *