أبايعك، فأبى علي عليه، فجعل يتمثل بشعر المتلمس:
ولن يقيم على خسف يراد به * إلا الأذلان عير الحي والوتد هذا على الخسف معكوس برمته * وذا يشج فلا يبكى له أحد قال فزجره علي وقال: إنك والله ما أردت بهذا إلا الفتنة، وإنك والله طال ما بغيت الإسلام شرا، لا حاجة لنا في نصيحتك). انتهى. ومعناه: أن الجمل ذليل لأنه يذبح و يعلق معكوسا ويقصب، والوتد ذليل لأنه يدق فلا يبكي له أحد!
وقد روت ذلك مصادر عديدة، مثل: (أنساب الأشراف للبلاذري / 479، والسقيفة وفدك للجوهري / 40، وص 66، وشرح النهج: 2 / 45،, وكنز العمال: 5 / 653، و 657، و: 23 / 465، والاستيعاب: 3 / 974 وطبعة أخرى / 704، والرياض النضرة: 2 / 178، وطبعة أخرى / 151، والصواعق المحرقة: 1 / 181، ونهاية الإرب / 4031، وسمت النجوم العوالي / 635).
وقد خفف الطبري وغيره من الرواية! ففي الإرشاد للمفيد رحمه الله: 1 / 190: (جاء إلى باب رسول الله صلى الله عليه وآله وعلي والعباس متوفران على النظر في أمره، فنادى:
بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم * ولا سيما تيم بن مرة أو عدي فما الأمر إلا فيكم وإليكم * وليس لها إلا أبو حسن علي أبا حسن فاشدد بها كف حازم * فإنك بالأمر الذي يرتجى ملي ثم نادى بأعلى صوته: يا بني هاشم، يا بني عبد مناف، أرضيتم أن يلي عليكم أبو فصيل الرذل بن الرذل، أما والله لئن شئتم لأملأنها خيلا ورجلا! فناداه أمير المؤمنين عليه السلام: إرجع يا أبا سفيان، فوالله ما تريد الله بما تقول، وما زلت تكيد الإسلام وأهله، ونحن مشاغيل برسول الله صلى الله عليه وآله وعلى كل امرئ ما اكتسب وهو ولي ما احتقب)! انتهى. وقد كذب رواة الخلافة على علي عليه السلام وأضافوا في جوابه قوله: لقد ارتضينا أبا بكر! وفي مصنف عبد الرزاق: 5 / 451: (إنا رأينا أبا بكر لها أهلا) وهو افتراء على علي عليه السلام!