على صدقات مذحج وعلى صنعاء، فتوفى النبي (ص) وهو عليها، ولم يزل خالد وأخواه عمرو وأبان على أعمالهم التي استعملهم عليها رسول الله (ص) حتى توفي رسول الله (ص) فلما توفي رجعوا عن أعمالهم فقال لهم أبو بكر: ما لكم رجعتم ما أحد أحق بالعمل من عمال رسول الله، ارجعوا إلى أعمالكم. فقالوا: نحن بنو أبي أحيحة (زعيم أموي غني) لا نعمل لأحد بعد رسول الله (ص) أبدا وكان خالد على اليمن كما ذكرناه وأبان على البحرين وعمرو على تيماء وخيبر وقرى عربية، وتأخر خالد وأخوه أبان عن بيعة أبي بكر فقال لبني هاشم: إنكم لطوال الشجر طيبوا الثمر، ونحن تبع لكم! فلما بايع بنو هاشم أبا بكر بايعه خالد وأبان، ثم استعمل أبو بكر خالدا على جيش من جيوش المسلمين حين بعثهم إلى الشام فقتل بمرج الصفر). انتهى. وفي الإستيعاب: 2 / 422: (ثم مضوا إلى الشام فقتلوا جميعا). انتهى. وكان لهم أدوار قيادية مهمة في فتح الشام، وقتلهم مشكوك، كقتل معاذ وبلال وجماعته!
مهما يكن، فقد أطاع أبو بكر عمر وعزل خالد بن سعيد عن القيادة العامة، وأعطاها ليزيد بن أبي سفيان فاطمأن أبو سفيان إلى حصة بني أمية ومستقبلهم، وتخلى عن الصراخ لظلامة بني عمه بني هاشم، فلم تسمع له حرفا في ذلك! ولم يحرك ساكنا وهو يرى هجوم بني تيم وعدي على بيت علي وفاطمة عليهما السلام وإشعالهم في بابه الحطب وتهديدهم بإحراقه عليهم إن لم يبايعوا! ذلك أن شعار ظلامة بني عبد مناف عند أبي سفيان شعار للكسب الدنيوي، وقد حصل!
لقد كان أبو سفيان في مكة أكثر غيرة منه اليوم! فقد دفعته بقايا فطرته القبلية الإنسانية يوما للثأر لفاطمة الزهراء عليها السلام! لكنها خمدت أيام السقيفة!
قال البلاذري في أنساب الأشراف 1101: (ولطم أبو جهل فاطمة بنت رسول