وفي أنساب الأشراف / 1508: (قال: فبينا سعيد في حائط له وقد جعل أولئك السغد فيه يعملون بالمساحي، إذا أغلقوا باب الحائط ووثبوا عليه فقتلوه، فجاء مروان بن الحكم يطلب المدخل عليهم فلم يجده! وقتل السغد أنفسهم! وتسورت الرجال ففتحوا الباب وأخرجوا سعيدا)! انتهى.
فاعجب لكون مروان والي المدينة حضر عند وقوع الجريمة في بستان خارج البلد، ولم يجد مفتاح باب البستان ولم يستطع الشرطة دخوله اليه! أما ابن أرطاة فقالوا هرب، لكنه كان مشغولا مع أعوانه بتكميل مهمتهم بقتل الغلمان!
واعجب أكثر لإخفاء خيوط الجريمة فقد تقدم قولهم إن العشرين شابا الذين قتلوا سعيدا فروا إلى جبل فحاصرهم أهل المدينة، فماتوا عطشا وجوعا! ثم قالوا إنهم قتلوا أنفسهم حتى لم يبق منهم أحد! قال اليعقوبي: 2 / 237: (وصار سعيد إلى المدينة ومعه أسراء من أولاد ملوك السغد فوثبوا عليه وقتلوه، وقتل بعضهم بعضا حتى لم يبق منهم أحد)! انتهى. وهذا كقول بعضهم إنه رأى ذئبين أكلا بعضهما فلم يبق منهما إلا ذنباهما!
* * واعجب أكثر، لمحاولة المغفلين من آل عثمان أن يبعدوا التهمة عن معاوية، ويقولوا إن الإمام الحسين عليه السلام أصاب سعيدا بالعين، لأنه جمع ثروة وغلمانا!
روى (المدائني عن سحيم بن حفص قال: لقي الحسين بن علي سعيدا وأبناء السغد معه، فقال متمثلا: أبا عمارة أما كنت ذا نفر * فإن قومك لم تأكلهم الضبع. وكان قوم من بني عثمان: يقولون: ما قتله إلا عين الحسين)! (أنساب الأشراف / 1508).
مع أن الإمام الحسين عليه السلام حذره من هؤلاء الغلمان وقال له: أين قومك؟ أليس لك أحد من أقاربك تمشي معهم بدل هؤلاء؟! ولعل سعيدا فهمها!