حديج الكندي، فأمدهم معاوية من الشام وشجعهم، فأمر علي عليه السلام قيسا أن يناجزهم القتال قبل أن يتعاظم أمرهم فأبى قيس بحجة أنهم عاهدوه على عدم الخروج عليه! فعزله الإمام عليه السلام وأرسل بدله محمد بن أبي بكر حاكما على مصر ثم تفاقم أمر أتباع معاوية ووصل ابن العاص بجيش من ثلاث فرق من الشام والأردن وفلسطين، ليحتل مصر وتكون طعمة له كل حياته! فقاتلهم محمد فغلبوه، وقتلوه قتلة فجيعة رحمه الله، وسيطروا على مصر!
وفي أثناء هذه الأحداث أرسل أمير المؤمنين عليه السلام مالك الأشتر رحمه الله إلى مصر لكن معاوية دبر له السم وقتله على أبواب القاهرة قبل أن يتسلم عمله من محمد!
وفي تاريخ اليعقوبي: 2 / 193: (فلقيهم محمد بن أبي بكر بموضع يقال له المسناة فحاربهم محاربة شديدة، وكان عمرو يقول: ما رأيت مثل يوم المسناة، وقد كان محمد استذم إلى اليمانية فمايل عمرو بن العاص اليمانية، فخلفوا محمد بن أبي بكر وحده! فجالد ساعة ثم مضى فدخل منزل قوم خرابة، واتبعه ابن حديج الكندي فأخذه وقتله، وأدخله جيفة حمار، وحرقه بالنار في زقاق يعرف بزقاق الحوف! وبلغ عليا ضعف محمد بن أبي بكر وممالأة اليمانية معاوية وعمرو بن العاص فقال: ما أوتي محمد من حرض)! انتهى. ومعناه: ما أتي من ضعف في دينه أو عقله أو بدنه، ولكنها المقادير.
وقد تقدم شئ عن شهادته رحمه الله في المجلد الأول، وفي موت أخته عائشة!
وهذا ملخص من رواية الطبري في تاريخه: 4 / 76: غزا ابن العاص مصر بجيش من ثلاثة فرق واجتمعت اليه العثمانية في عريش مصر، وأرسل إلى محمد بن أبي بكر رسالة معاوية يتهدده ويتهمه بالتحريك على عثمان، فطوى محمد كتابيهما وبعثهما إلى أمير المؤمنين عليه السلام يطلب منه الرأي والمدد، فكتب له