قتل الناس وظلمهم.... كنت واقفا على رأس سمرة بن جندب فقدم إليه بضعة عشر رجلا، فكان يسأل الرجل منهم ما دينك؟ فيقول الإسلام ديني، ومحمد نبيي! فيقول: قدماه فاضربا عنقه، فإن يك صادقا فهو خير له!!
أقبل سمرة من المربد فخرج رجل من بعض الأزقة فتلقى الخيل، فحمل عليه رجل من القوم فأوجره الحربة، ثم مضت الخيل، ومر به سمرة وهو يتشحط في دمائه، فقال: ما هذا؟ فقيل: رجل أصابته أوائل خيل الأمير، فقال: إذا سمعتم بنا قد ركبنا فاتقوا أسنتنا)! (وكامل ابن الأثير: 3 / 318، والعسكري في الأوائل 170، ونهاية الإرب / 4451، وابن خلدون: 3 / 10).
أقول: ويعلم الله كم قتل سمرة قبل أن يعزله معاوية عن ولاية البصرة، ويصير بعد سنة نائبا لزياد في غيابه! فقد قال سمرة لما عزله معاوية: (لعن الله معاوية، والله لو أطعت الله كما أطعت معاوية لما عذبني أبدا)! (تاريخ الطبري: 4 / 217).
وسمرة هذا، هو الذي حكم عليه النبي صلى الله عليه وآله بأنه مضار مؤذ! ففي من لا يحضره الفقيه: 3 / 103، عن الإمام الباقر عليه السلام قال: (كان لسمرة بن جندب نخلة في حائط بني فلان، فكان إذا جاء إلى نخلته نظر إلى شئ من أهل الرجل يكرهه الرجل، قال فذهب الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فشكاه فقال: يا رسول الله إن سمرة يدخل علي بغير إذني، فلو أرسلت إليه فأمرته أن يستأذن حتى تأخذ أهلي حذرها منه! فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وآله فدعاه فقال: يا سمرة ما شأن فلان يشكوك ويقول: يدخل بغير إذني فترى من أهله ما يكره ذلك، يا سمرة استأذن إذا أنت دخلت ثم قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يسرك أن يكون لك عذق في الجنة بنخلتك؟ قال: لا، قال: لك ثلاثة؟ قال: لا، قال: ما أراك يا سمرة إلا مضارا، إذهب يا فلان فاقطعها واضرب بها وجهه). ورواه في الكافي: 5 / 292، وفيه: (إن أردت الدخول