يأمن على نفسه في بلد من البلدان، لا سيما الكوفة والبصرة، حتى لو أن أحدا منهم أراد أن يلقي سرا إلى من يثق به لأتاه في بيته فيخاف خادمه ومملوكه، فلا يحدثه إلا بعد أن يأخذ عليهم الإيمان المغلظة ليكتمن عليه، ثم لا يزداد الأمر إلا شدة حتى كثر وظهرت أحاديثهم الكاذبة، ونشأ عليه الصبيان يتعلمون ذلك).
وقال محمد بن حبيب البغدادي في المحبر / 479: (وصلب زياد بن أبيه مسلم بن زيمر، وعبد الله بن نجي الحضرميين على أبوابهما أياما بالكوفة، وكانا شيعيين وذلك بأمر معاوية! وقد عدهما (أي اعترض بسببهما) الحسين بن علي رضي الله عنهما على معاوية، في كتابه إليه: ألست صاحب حجر والحضرميين اللذين كتب إليك ابن سمية إنهما على دين علي ورأيه، فكتبت إليه: من كان على دين على ورأيه فاقتله ومثل به فقتلهما ومثل بأمرك بهما؟ ودين علي وابن عم علي الذي كان يضرب عليه أباك ويضربه عليه أبوك، أجلسك مجلسك الذي أنت فيه! ولولا ذلك كان أفضل شرفك وشرف أبيك تجشم الرحلتين اللتين بنا من الله عليك بوضعهما عنكم.... في كتاب طويل يوبخه فيه بادعائه زيادا، وتوليته إياه العراقين). انتهى.
* *