إن الذين يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس.... (آل عمران: 21). قال ابن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين. (الأعراف: 150).
ولو تأملت بني أمية في قريش لوجدتهم نسخة عن هؤلاء اليهود القتلة! فهم يحملون نفس التفكير المادي والنفعية، والتلذذ بقتل الخصوم بالسم وغير السم!
لذلك لا عجب إذا وجدت لهم علاقة أخوية مع اليهود، قبل الإسلام وبعده!
وأنها توطدت بعد بعثة النبي صلى الله عليه وآله حتى صارت تحالفا! وبعد الإسلام حتى صارت خدمات متبادلة! وهذه الحقيقة الخطيرة تحتاج إلى دراسة لفعالية اليهود وبني أمية في محاولاتهم قتل النبي صلى الله عليه وآله، ثم في قتل أبي بكر بالسم، ثم دورهم الذي يقال في قتل عمر! ثم في قتل علي عليه السلام بدفع الخوارج اليه!
(راجع في سم أبي بكر: الطبقات: 3 / 198، وتاريخ دمشق: 30 / 409، والإصابة: 4 / 149، والرياض النضرة: 2 / 243، ومسائل الإمام أحمد / 75، والصواعق المحرقة: 1 / 253، وتاريخ الخلفاء للسيوطي / 61).
لذلك لا نستغرب إذا رأينا ثقافة القتل مركوزة في ذهن معاوية وأن قتل من يخالفه من أول ما يخطر بباله! فقد روى ابن قتيبة في الإمامة والسياسة: 1 / 49، أنه جرى في دار الخلافة حديث انتقاد الصحابة والأمصار لعثمان وكان معاوية عنده: (فقال عثمان لمعاوية: ما ترى فإن هؤلاء المهاجرين قد استعجلوا القدر، ولا بد لهم مما في أنفسهم؟ فقال معاوية: الرأي أن تأذن لي فأضرب أعناق هؤلاء القوم! قال: من؟ قال: علي وطلحة والزبير! قال عثمان: سبحان الله! أقتل أصحاب رسول الله بلا حدث أحدثوه ولا ذنب ركبوه؟! قال معاوية: فإن لم تقتلهم فإنهم سيقتلونك! قال عثمان: لا أكون أول من خلف رسول الله في أمته بإهراق الدماء). انتهى.
أقول: لن تجد احتراما لحقوق الناس ودمائهم إلا عند النبي صلى الله عليه وآله وعترته عليهم السلام،