حديث عندهم في حصر الخلافة والقيادة بقريش، يرويه البخاري عن معاوية!! فقد روى غضبه على عبد الله بن العاص لأنه روى عن النبي صلى الله عليه وآله أنه سيكون ملك من قحطان، وقحطان كل قبائل العرب ما عدا قريش! لقد وبخه معاوية على المنبر! ولابد أنه وبخه في قصره أكثر، واعتبره عديم الفهم والغيرة!
قال بخاري في صحيحه: 4 / 155، و: 8 / 105: (كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاوية وهو عنده في وفد من قريش، أن عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه سيكون ملك من قحطان، فغضب معاوية فقام (خطيبا) فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال: أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يتحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله (ص) فأولئك جهالكم! فإياكم والأماني التي تضل أهلها! فإني سمعت رسول الله (ص) يقول: إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه ما أقاموا الدين). انتهى!
ونكتفي هنا بملاحظات:
الأولى، أن بخاري روى بعد هذا مباشرة عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وآله قال: لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان)! وقد اختلف الشراح في قول معاوية إن الأمر في قريش (ما أقاموا الدين) لأن مفهومه أنهم إن لم يقيموا الدين فليس الأمر لهم! بينما مفهوم حديث ابن عمر أن الأمر لهم مطلقا ما بقي منهم اثنان! ورتبوا عليها مسألة فقدان الخليفة للشروط وجواز الخروج عليه، ورووا فيها عن النبي صلى الله عليه وآله الضد والنقيض! ولا عجب لأن الأصل متناقض!
الثانية، قال ابن حجر في شرح حديث بخاري: 13 / 102: (ومناسبة ذكر ذلك تحذير من يسمع من القحطانيين من التمسك بالخبر المذكور، فتحدثه نفسه أن يكون هو القحطاني، وقد تكون له قوة وعشيرة فيطمع في الملك، ويستند إلى